صفحه ۷۰

اذا عرفت هذا، فنقول: لا فرق فی المستصحب المشکوک فی بقائه بین الامور التدریجیة والدفعیة فان التدریجیات بعضها مما یصدق علی استمراره البقاء عقلا وعرفا کالزمان والحرکة وبعضها مما یصدق علی استمراره البقاء عرفا فقط، وهو الملاک فی جریان الاستصحاب کالتکلم مثلا، أما صدق البقاء علی استمرار مثل الزمان والحرکة بحسب نظر العقل فلما حقق فی محله راجع: الحکمة المتعالیة 3: 32؛ شرح المنظومة 4: 327 - 329. من أن الحرکة ونحوها ما لم یتخلل بینها السکون موجود واحد شخصی حقیقة ذاته التدرج فشخص الحرکة التی توجد أولا هی بعینها باقیة الی زمن تخلل السکون.

وبعبارة اخری: الحرکة موجود شخصی مستمر ممتد. غایة الامر: أن امتداده تدرجی طولی لا عرضی کالخط ویسمی هذا الامر الممتد المستمر بالحرکة القطعیة، وما تراه فی بعض الکلمات من کون الحرکة القطعیة امتدادا موهوما، وما یکون موجودا هو الحرکة التوسطیة، باطل جدا.الشفاء، قسم الطبیعیات 1: 83 - 84. فان الحرکة التوسطیة علی ما عرفوها لا تدرج لها ولا امتداد، مع أن حقیقة الحرکة عبارة عن التدرج والامتداد، فما هو المتحقق هو الحرکة القطعیة . وما ذکره صاحب "المنظومة" من کون القطعیة عبارة عن الامتداد الموهومی، کلام غیر صحیح أیضا؛ أخذه من کلام الفخر الرازی المباحث المشرقیة 1: 649، الفصل الثالث والستین من الفن الخامس. فانه الذی وقع فی هذا الخلط والاشتباه،شرح المنظومة 4: 328 - 329. فتذکر.

ناوبری کتاب