صفحه ۴۴۶

الصغار والکبار قد ارتکز فی أذهانهم العمل بالاخبار والید وسائر الامارات العقلائیة من دون توجه الی الانسداد ولا الی عمل الاسلاف، فما الوجه فی هذا الارتکاز ؟

الظاهر أن الوجه فی ذلک ندرة مخالفتها للواقع وضعف احتمالها جدا فی نظرهم بحیث لا یعد الاعتناء بهذا الاحتمال عقلائیا فغلبة الاصابة غلبة تقرب من الاستیعاب قد صارت سببا لبنائهم علی الاعتناء بهذه الامور ولا یتضح ذلک الا بالدقة فی أحوال العقلاء وأعمالهم.

استدلال القائلین بجواز التقلید عن غیر الاعلم

اذا عرفت هذا، فنقول: الکلام فی تقلید غیر الاعلم، تارة : مع موافقته للاعلم، واخری: مع احتمال المخالفة، وثالثة : مع القطع بها اجمالا، ورابعة : مع العلم بها تفصیلا فی خصوص ما هی محل الابتلاء .

والظاهر جواز الرجوع بنظر العقلاء الی غیر الاعلم فی جمیع الصور. نعم، یکون الرجوع الی الاعلم حسنا لدیهم من باب الاحتیاط غیر الملزم، ولذا یعدلون من الطبیب الاعلم الی غیره بادنی موجب وباعث، کردائة أخلاق الاعلم أو بعد المسافة من مطبه أو کثرة طمعه فی الاجرة أو کثرة المراجعین الیه، ولا یذمهم أحد علی هذا العدول ویرونه عقلائیا، مع أن صحة البدن والمزاج من أهم المطالب وعلی الانسان أن یفدی جمیع ماله ووقته فی تحصیل ذلک ویکون حفظ البدن أهم فی نظره بمراتب من تحصیل الحکم الشرعی، فلو کان الرجوع الی الاعلم عندهم ذا مصلحة ملزمة لکان یجب علیهم الرجوع الیه

ناوبری کتاب