وانما یتوهم الواهمة أن لهذه المشار الیها هذیة قبل تحققها فهذه المراءة قبل تحققها لم تکن هذه المراءة ولا مسلوبا عنها شئ علی نحو سلب الشئ عن الشئ وانما یصدق حینئذ قولنا: "لم تکن هذه المراءة قرشیة" بعدم الهذیة لا بسلب شئ عنها بعد فرض الهذیة فالقضیة المشکوکة التی اخذ فی موضوعها الهذیة لیست لها حالة سابقة وان اشیر فیها الی الماهیة، فانه قبل الوجود لا ماهیة ولا وجود.
فان قلت: لو لم یصدق قولنا: "هذه المراءة قبل وجودها لم تکن قرشیة" لصدق نقیضه وهو: "أ نها کانت قرشیة" والا لارتفع النقیضان.
قلت: لیس نقیض قولنا: "هذه المراءة کانت قرشیة"، "هذه المراءة لم تکن قرشیة" بحیث تکون هذیتها محفوظة، بل النقیض له هو قولنا: "لم تکن هذه المراءة قرشیة" الاعم من کون السلب بسلب المحمول المحفوظ معه الهذیة وبسلب الموضوع الذی لا یبقی معه الهذیة أیضا، فتدبر.
حصیلة التحقیق فی المقام
وقد تحصل لک مما ذکرنا: أن استصحاب عدم قابلیة الحیوان للتذکیة مما لا محصل له اذا اشیر الی الحیوان الموجود الذی هو الموضوع للحکم فان هذا الحیوان لم یکن قبل وجوده حیوانا لا أ نه کان حیوانا ولم یکن قابلا للتذکیة .
نعم، للسالبة البسیطة والسالبة المرکبة الاعم من وجود الموضوع حالة سابقة ولکن استصحابهما لا یثبت الموضوع فاستصحاب عدم قابلیة الحیوان کاستصحاب عدم القرشیة فی المراءة مما لا أساس له.