صفحه ۳۰۸

نعم، بعد العثور علیه یاخذون به من جهة کون الظن فیه أقوی.

ثم ان الظاهر أن أصالة الظهور أصل مستقل عند العقلاء یجری فی الحقائق والعمومات والمطلقات، ولیس ذلک من جهة أصالة عدم القرینة، ولیس کل من أصالة الحقیقة أو العموم أو الاطلاق أصلا مستقلا أیضا، وذلک لان أحدا منهم اذا سمع اللفظ بلا قرینة علی المجازیة أو التخصیص أو التقیید تبادر الی ذهنه ما یکون اللفظ موضوعا له ظاهرا فیه، فینقدح فی نفسه کونه مرادا للمتکلم من دون أن ینقدح فی نفسه عدم تحقق القرینة أو مفهوم الحقیقة أو العموم أو الاطلاق فضلا عن أن یجری فیها الاصل.

نعم، لو عثر علی القرینة أو المخصص أو المقید أخذ بها لکونها أقوی، وأما فیما اذا لم یعثر علیها فلا ینقدح فی ذهنه مفاهیمها فضلا عن اجراء الاصل فیها.أقول: بناء علی القول بان اللفظ لا یستعمل دائما الا فیما وضع له ولو فی الاستعمالات المجازیة یکون المراد باصالة الحقیقة أو العموم أو الاطلاق تطابق الارادة الجدیة مع الاستعمالیة وکون ظاهر اللفظ مرادا جدیا، وهذا المعنی غیر مرتبط بظهور اللفظ أصلا فان اللفظ ظاهر فیما وضع له، وأما ارادة المتکلم فلا ترتبط باللفظ وبباب الوضع. فالتحقیق: أن استفادة کون الارادة علی طبق الظهور من جهة دلالة الفعل؛ أعنی التکلم لا من جهة دلالة الکلام واللفظ، فان بناء العقلاء علی حمل کل فعل صدر من فاعل مختار عاقل علی کونه صادرا منه للغایة، وکون المراد منه غایته الطبیعیة النوعیة ؛ أعنی بها ما هی غایة لهذا الفعل عادة ومن الافعال التکلم وغایة التکلم تفهیم المقاصد والغایة الطبیعیة للتکلم بلفظ موضوع لمعنی تفهیم نفس هذا المعنی الذی یکون اللفظ ظاهرا فیه بلا ادعاء، فافهم.

ورابعا: أن ما ذکره من أظهریة المخصص بالنسبة الی العام لا یتصور له معنی محصل، نعم یتصور ذلک فی القرینة وذیها.

ناوبری کتاب