مثلا والوجود بحسب الخارج نسبة، بل من جهة أن قولنا: "زید موجود" یکون مفاده تحقق زید فی الخارج فاذا لاحظنا صفحة الخارج ورأینا فی مرتبة من مراتبه تحقق زید، علمنا أن القضیة صادقة، وقولنا: "السماء فوقنا" یکون مفاده فوقیة السماء بالنسبة الینا فاذا لاحظنا الخارج ورأینا أن السماء فی الخارج کذلک، علمنا أن القضیة صادقة وکذلک قولنا: "العنقأ لیس بموجود"، و"الفحم لیس بابیض"، قضیتان صادقتان من جهة أن مفاد الاولی عدم شاغلیة العنقأ لمرتبة من مراتب الخارج، فاذا نظرنا الی صفحة الخارج من بدایته الی آخره ولم نر فیها العنقأ، حکمنا بکون القضیة صادقة . ولیس المراد بمطابقتها لنفس الامر، وجود عدمه فی الخارج بنحو الایجاب العدولی، بل المراد بها عدم العنقأ بنحو السلب البسیط فی مرتبة من المراتب فانه مفاد هذه القضیة .
وبالجملة : فلیس الملاک فی الصدق مطلقا مطابقة القضیة للنسبة الخارجیة، اذ لیس فی کثیر من القضایا نسبة خارجیة، بل الملاک فی الصدق مطابقة مضمونها لنفس الامر بعد مقایسة هذا المضمون الی صفحة نظام الوجود من مبدأ المبادی الی أنزل المراتب.
فان قلت: اذا کان الملاک للصدق، مطابقة مضمون القضیة لصفحة نفس الامر فما تقول فی مثل قولنا: "شریک الباری ممتنع"، و"اجتماع النقیضین محال" ونحوهما من القضایا التی لا یعقل تحقق مضامینها فی الخارج ؟
قلت: هذه القضایا ترجع حقیقة الی قضایا سالبة، وان کانت بصورة الایجاب ظاهرا فمعنی قولنا: "شریک الباری ممتنع" أن شریک الباری لیس بموجود