صفحه ۱۹۵

..........................................................................................
و ان کان من العمال اذا لم یکن الاهداء بلحاظ عمله و امارته. و القضاة أیضا من العمال کما مر.

و الغالب فی الاهداء الی هذه الطبقات کونه لاغراض فاسدة مظنونة أو متوقعة منهم فتکون بحکم الرشوة و تنصرف الروایات عن صورة کون الاهداء بقصد القربة تشویقا للقاضی العادل النافع للمجتمع أو لکونه من أقاربه أو جیرانه مثلا.

و ربما احتمل أن یکون اضافة الهدایا الی العمال أو الامراء من قبیل اضافة المصدر الی فاعله فیراد بها الهدایا الواصلة من قبل عمال السلاطین الی الرعیة، فتکون الروایات ناظرة الی جوائز السلطان و عماله، و حیث انها مما أذن الائمة (ع) فی أخذها فلا محالة تحمل الروایات علی صورة العلم بکون الهدایا من الاموال المحرمة . هذا.

و لکن الاحتمال المذکور خلاف الظاهر جدا. مضافا الی أن مشابهة متن هذه الروایات لما فی روایة الاصبغ قرینة علی ارادة أخذ العمال للهدیة فتدبر.

الثالث من الاخبار: ما رواه فی العیون بأسانیده عن الرضا(ع) عن أمیرالمؤمنین (ع) فی قوله - تعالی - : (أکالون للسحت) قال: "هو الرجل یقضی لاخیه الحاجة ثم یقبل هدیته."الوسائل ‏64/12، الباب 5 من أبواب ما یکتسب به، الحدیث 11.

و حیث ان ظاهر الروایة مما لا یمکن الالتزام به، اذ لو قضی أحد حاجة أخیه المسلم قربة الی الله - تعالی - أو لاقتضاء الاخوة و الرفاقة ذلک و بعد ذلک أهدی له أخوه هدیة لم یکن وجه لحرمة قبولها، أشار المصنف الی لزوم التوجیه فی الروایة .

فلا بد أن تحمل الحاجة علی حاجة لا یجوز أخذ الاجرة بازاء قضائها ککونه

ناوبری کتاب