و عن عیون الاخبار عن مولانا أبی الحسن الرضا(ع) عن أمیرالمؤمنین (ع) فی تفسیر قوله - تعالی - : (اکالون للسحت) قال: "هو الرجل یقضی لاخیه حاجته ثم یقبل هدیته."
و للروایة توجیهات تکون الروایة علی بعضها محمولة علی ظاهرها من التحریم، و علی بعضها محمولة علی المبالغة فی رجحان التجنب عن قبول الهدایا من أهل الحاجة الیه لئلا یقع فی الرشوة یوما.
و أجاب المحقق الایروانی "ره" عن ذلک بعدم القطع بالمناط و الا حرم طرح الالفة مع القاضی لاجل هذا الداعی.حاشیة المکاسب للمحقق الایروانی / 26.
أقول: الظاهر ثبوت الاطمینان بالمناط المذکور بالنسبة الی بعض أقسام الهدایا، و الالفة مع القاضی أیضا اذا کانت لغرض استمالته الی طرف الباطل و الجور مما یطمئن النفس بحرمتها.
الثالث: أن أکلها أکل للمال بالباطل، اذ وقع بداعی أمر محرم و هو الحکم بالباطل فیشملها قوله تعالی: (و لا تأکلوا أموالکم بینکم بالباطل.) سورة البقرة (2)، الایة 188.
و فیه أولا: عدم جریان ذلک فی بعض الاقسام التی مرت.
و ثانیا: عدم کون الاهداء بنحو المقابلة بل بنحو الداعی کما مر.
و ثالثا: ما مر مرارا من أن الباء فی قوله: "بالباطل" للسببیة لا للمقابلة فیراد بها النهی عن أکل مال الغیر بالاسباب الباطلة من السرقة و الرشوة و القمار و نحوها، و لا نظر فیها الی وجود العوض و عدمه. هذا.