و قوله: "الحنیفیة الظاهرة" لعله اشارة الی ارادة الحنیفیة القلبیة أیضا و هی تطهیر القلب من الشرک و غرس شجرة التوحید فیه، و یشهد بذلک قوله: (حنیفا و لم یک من المشرکین) سورة النحل (16)، الایة 120. و قوله: (حنیفا و ما کان من المشرکین) سورة النحل (16)، الایة 123. فراجع.
و الروایة مرویة بطرق العامة أیضا عن رسول الله (ص) بتفاوت ما: ففی الوضوء من سنن البیهقی بسنده عن عائشة قالت: قال رسول الله (ص): "عشر من الفطرة : قص الشارب و اعفأ اللحیة و السواک و الاستنشاق بالماء و قص الاظفار و غسل البراجم و نتف الابط و حلق العانة و انتقاص الماء - یعنی الاستنجاء بالماء -." قال زکریا: قال مصعب: نسیت العاشرة الا أن تکون المضمضة . رواه مسلم فی الصحیح .سنن البیهقی 52/1، کتاب الطهارة، باب سنة المضمضة و... رواه المسلم فی صحیحه 223/1.
أقول: فی النهایة : "فیه: "من الفطرة غسل البراجم" هی العقد التی فی ظهور الاصابع یجتمع فیها الوسخ، الواحدة برجمة بالضم."النهایة لابن الاثیر 113/1.
و ربما یناقش فی الاستدلال بالروایة بأن اشتمالها علی الامور المندوبة مع وحدة السیاق یقتضی حملها علی الندب الا فیما ثبت بالدلیل وجوبه کغسل الجنابة و الختان.
و یجاب عن ذلک بأن ظاهر الامر الوجوب فیجب حمله علی ذلک الا فیما ثبت خلافه، لا نقول: ان الصیغة وضعت للوجوب بحیث یکون ارادة الندب منها