و قد کان فی عصر ظهور الائمة الاثنی عشر(ع) هذا المنصب الشریف عندنا حقا لهم لایشارکهم فیه غیرهم، و فی عصر الغیبة للفقیه الجامع للشرائط الثمانیة التی تعرضنا لها فی محلها.
و لایخفی أن ادارة المجتمعات و العمل بوظائف الدولة الاسلامیة التی من أهمها سد خلا ت المسلمین بشعبها المختلفة تتوقف قهرا علی المنابع المالیة الضخمة . و قد مرت فی أول البحث أخبار کثیرة تعرضت لو ظائف الامام بالنسبة الی الفقراء و الغارمین و ابن السبیل و الجهاد و سبل الخیر و نحو ذلک و أن علیه أن یمونهم من مال الصدقات فلامحالة یجب علیه مطالبتها و أخذها مقدمة لذلک اذ ما یتوقف علیه الواجب واجب بلااشکال.
و لایعقل أن تکون ادارة شؤون المسلمین و سد خلا تهم بالصدقات من وظائفه و لاتکون هی تحت یده و اختیاره.
و فائدة تصدی الامام لذلک أن هذا یوجب تنظیما أساسیا للضرائب فی قبال الخلا ت و الحاجات المختلفة فیصل کل مستحق الی حقه و سهمه و یخرج تقسیمها عن التشتت و التبعیضات المفرطة مع فرض کون الامام عادلا مدبرا یناضل الظلم و العدوان و یسعی فی اعطاء کل ذی حق حقه.