و یشهد لذلک أیضا مامر من خبر الدعائم و أن الامام یجبر الناس علی أخذ الزکاة من أموالهم.
الوجه الخامس: سیرة رسول الله (ص) و من قام مقامه و لاسیما أمیرالمؤمنین (ع) فی خلافته حیث انهم کانوا یطالبون الزکوات و ینصبون العمال لاخذها، و قدمر فی هذا المجال صحیحة عبدالله بن سنان فی شان نزول الایة .
و کان رسول الله (ص) یبعث عبدالله بن رواحة و غیره لخرص النخیل و ینهاهم عن خرص بعض التمور الردیئة . الوسائل 141/6، الباب 19 من أبواب زکاة الغلات.
و کلما دخل قبیلة فی الاسلام کان ینصب فیهم عاملا علی الصدقات.
و أمیرالمؤمنین (ع) أیضا کان یبعث العمال و المصدقین و یرشدهم کیف یقسمون الاموال و یاخذون منها الصدقات کما یرشد الی ذلک صحیحة برید العجلی و ما فی نهج البلاغة . الوسائل 88/6، و ما بعدها، الباب 14 من أبواب زکاة الانعام.
و قد استقرت هذه السیرة بحیث ان الغاصبین لمقام الامامة قبل علی (ع) و بعده أیضا ساروا علی آثارها و أرسلوا عمالهم لجبایة الصدقات و حاربوا من منعها و استحلوا دماءهم و سموهم أهل ردة و لم ینکر الصحابة علیهم ذلک .
و أما ما فی المغنی و تبعه العلا مة فی التذکرة من أن مطالبة أبی بکر لهم بها لکونهم لم یؤدوها الی أهلها و لو أدوها الی أهلها لم یقاتلهم علیها و انما یطالب الامام بحکم الولایة و النیابة عن مستحقیها فاذا دفعها الیهم جاز. المغنی 509/2؛ و التذکرة 241/1.