الوجه الثانی: ما یظهر من مستند العروة فی مبحث الصلاة الاستیجاریة مستند العروة 142/5. و محصله: أن النیابة لیست بتنزیل الشخص کمامر، بل باضافة الفعل الی المنوب عنه و الاتیان به بقصد أدائه عنه و تفریغ ذمته نظیر التبرع بادأ دین الغیر.
و النیابة فی حد نفسها وقعت متعلقة للامر الاستحبابی النفسی کما هو مقتضی النصوص، ولا شک فی کون الامر المذکور عبادیا فیما اذا کان مورد النیابة من العبادات. و قد یتعلق بها الاجارة أیضا فیدعو الیها أمر الوفاء بالاجارة .
والامر الاجاری و ان کان توصلیا فی حد ذاته. ولکن لما لم یکن مورده فی المقام ذات العمل بل المرکب منه و من قصد القربة فلا یکاد یحصل الوفاء بالعقد الا اذا أتی بالعمل بداع قربی.
فما فی بعض الکلمات من أن الامر النیابی توصلی لاتعبدی فلا یلزم علی النائب قصد التقرب به کلام لا أساس له. ضرورة أن مورد النیابة فی العبادات لیس هو ذات الصلاة مثلا بل هی علی النحو الذی اشتغلت به ذمة المنوب عنه. و قد اشتغلت ذمته بالصلاة المتقومة بقصد القربة .
ثم ان الداعی الی هذا المجموع المرکب من الصلاة و قصد القربة قد یکون هو استحبابها الذاتی، أو حبه له و شفقته علیه، أو الوفاء بعقد الاجارة حتی لا یکون أخذ الاجرة أکلا للمال بالباطل.
و فی فصل الصلاة الاستیجاریة من العروة الوثقی (المسالة 2)قال: "و یمکن أن یقال: انما یقصد القربة من جهة الوجوب علیه من باب الاجارة . و دعوی أن الامر الاجاری لیس عبادیا بل هو توصلی، مدفوعة بانه تابع للعمل المستاجر علیه