و لکن اشکال الدور مرتفع کما ذکره السید الاستاذ آیة الله البروجردی - طاب ثراه - و قد حررناه فی نهایة الاصول فی مبحث التعبدی و التوصلی، فراجع نهایة الاصول 99/ و ما بعدها. . و ملخصه أن الماخوذ فی الموضوع الاطاعة بوجودها الذهنی و المتاخر عن الطلب وجودها الخارجی فلا دور.
الحادی عشر: أن العقل یستقل بوجوب اطاعة المولی و امتثال أوامره، و الشرع المبین أیضا أرشد الی ذلک بقوله: "أطیعوا الله" و عنوان الاطاعة لا یصدق الا مع القصد و النیة و الانبعاث من أمره - تعالی - و یعبر عن هذا المعنی باللغة الفارسیة ب' "فرمان بردن و حرف شنیدن".
و یرد علیه: أن الذی یحکم به العقل هو وجوب الاتیان بما وقع تحت الامر، و هو المراد بالاطاعة هنا. و أما کون الانبعاث بسبب خصوص هذا الامر بحیث لا یکفی تحقق الطبیعة المامور بها باطلاقها فهو قید زائد لو کان واجبا و متعینا لوجب علی المولی بیانه و التنبیه علیه و لو بدلیل أخر. و الشک فی الکلفة الزائدة مجری أصل البراءة . و المولی یقدر علی بیان أغراضه و لو بدلیل مستقل.
الثانی عشر: ما ذکروه فی مبحث التعبدی و التوصلی، و محصله: أنا و ان قلنا فی مسالة الاقل و الاکثر الارتباطیین بالبرأة، و لکن لا تجری هذه فی القیود المنتزعة من نفس الامر المتاخرة عنه رتبة کقصد الامر و الوجوب و الندب و نحو ذلک، اذ لا یمکن أخذها فی المامور به بل هی من کیفیات الاطاعة، و الشک فیها شک فی تحقق الاطاعة و الخروج عن عهدة التکلیف المنجز. و العقل یلزم بالخروج عنها و تحصیل غرض المولی بعد ما تصدی لتحصیله بسبب الامر.