صفحه ۱۰۹

..........................................................................................
ما یکفیهم، و لو لا ذلک لزادهم، و انما یؤتون من منع من منعهم." الوسائل ‏5/6، الباب 1 من أبواب ما تجب فیه الزکاة ...، الحدیث 9. و نحوه أخبار أخر، غایة الامر احالة أمرها الی الامام تنظیما لها فی الجبایة و التوزیع.

و هذا بخلاف الخمس فانه جعل أولا و بالذات للامام بما هو امام و لذا عبر عنه فی الحدیث بوجه الامارة الوسائل ‏341/6، الباب 2 من أبواب ما یجب فیه الخمس، الحدیث 12. ، غایة الامر أنه یتولی أمور المستحقین من السادة، و نحوه الفئ و الانفال أیضا.

فلنشرهنا الی نکتة أخری و هی أن المستفاد من سیرة النبی (ص) و أخبار الفریقین أن البناء فی أمر الزکاة لم یکن علی جبایتها و جمعها و ارسال الجمیع الی النبی (ص) أو الامام ثم نقلها الی البلاد و القری حسب مصارفها و حاجاتها، علی ما هو المتعارف فی ضرائب الحکومات العرفیة الدارجة .

بل کان تصرف صدقة کل بلد و ناحیة فی فقراء هذا البلد و مصارفه اللازمة ثم تنقل ما فضل منها الی المرکز.

و لا شک أن هذا کان أقرب الی التوزیع الصحیح بحیث یصل کل مستحق الی حقه و لاسیما فی تلک الاعصار. اذ حاجات أهل کل بلد یعرفها أهل هذا البلد غالبا، و فقراء کل بلد یعرفون غالبا ثروات هذا البلد. و یرمقونها بابصارهم و یتوقعون منها بالطبع، و تقسیم صدقاتها فیهم یوجب حسن ظنهم و تحکیم الاخوة الاسلامیة فیهم.

هذا مضافا الی أن نقل الزکوات الی المرکز ثم الارجاع منه الی البلاد کان یستلزم أولا صرف نفقات و طاقات کثیرة بلا وجه ملزم.

و ثانیا توقع حواشی الدولة المرکزیة و سکان العاصمة منها بالطبع فلایبقی

ناوبری کتاب