الثانی: من القضایا التی ذکرها المتأخرون: الموجبة السالبة المحمول ویراد بها القضیة التی یکون المحمول فیها قضیة سالبة فکأنها قضیتان: کبری وصغری واشتملت علی رابطین بینهما أداة السلب کقولنا مثلا: زید هو لیس هو بقائم. ولایعتبر فی مثلها وجود الملکة، و لعل الغرض من هذا الترکیب حصر السلب فی موضوع خاص و لو اضافیا.
الثالث: جمیع القضایا تتوقف علی وجود الموضوع فی ظرف الحکم أعنی ذهن الحاکم.
و لکن تمتاز الموجبة عن السالبة باحتیاجها الی وجود الموضوع فی ظرف الصدق ونفس الامر أیضا اذ وجود شئ لشئ لایعقل الا مع تحقق الشئ الاول فی رتبة سابقة و یشترک فی ذلک جمیع أقسام الموجبة حتی المعدولة و سالبة المحمول.
و هذا بخلاف السالبة اذ عدم المحمول کما یصدق مع وجود الموضوع یصدق مع عدمه أیضا و هذا واضح .
و علی هذا فالسالبة المحصلة أعم من الموجبة المعدولة و من الموجبة السالبة المحمول أیضا.
الرابع: الوجود اما محمول و اما رابط، فالوجود المحمولی ما جعل محمولا فی القضیة ویحکی عن وجود الشئ نفسه لا عن وجود شئ لشئ ویعبر عنه بمفاد کان التامة والهلیة البسیطة . ونقیضه العدم المحمولی کقولنا: زید معدوم أو لیس بموجود ویعبر عنه بمفاد لیس التامة .
والوجود الرابط ما لا نفسیة له بل یکون رابطا بین شئ وشئ و بعبارة أخری وجود شئ لشئ کقولنا: زید قائم، فزید موجود جوهری فی نفسه،