صفحه ۴۱۱

..........................................................................................

أقول: وملخص الکلام فی المقام أنه ان حصل بالشیاع العلم الجازم فلااشکال فیجوز العمل به بل والشهادة بمضمونه الا أن یناقش فیها باعتبار کونها عن حس، و کیف کان فالاعتبار حینئذ للعلم لا للشیاع.

و ان حصل الظن المتاخم الذی نعبر عنه تارة بالوثوق و أخری بسکون النفس کان حجة أیضا لکونه بحکم العلم عند العقلاء بعتمدون علیه فی أمورهم و ان أشکل الشهادة بمضمونه علی ما أشار الیه فی الجواهر من روایات الشمس والکف. الوسائل ‏250/18، الباب 20 من أبواب الشهادات.

و أما اذا لم یحصل العلم و لا الوثوق فالقول بحجیته حینئذ یتوقف علی تمامیة بعض الوجوه التی مرت، وعمدتها کما عرفت الصحیحة . ونحن و ان ناقشنا فی دلالتها وقربنا حملها علی البینة وفاقا لما فی العوائد. و لکن المتبادر من قوله: "هکذا یقول الناس" وقوله: "قد بلغک" هو الشیاع بین الناس، و قد مر أن اسماعیل لم یحصل له بذلک الشیاع العلم و لا الوثوق و الا لما أعطی الرجل ماله الذی کان یهتم به، و مع ذلک وبخه الامام (ع) علی مخالفة ذلک الشیاع.

و لعل الروایة الثانیة الحاکیة لقصة الامام (ع) مع أبیه (ع) دلالتها أظهر.

نعم یوهن ذلک ما فی الصحیحة من قوله (ع) "اذا شهد عندک المؤمنون فصدقهم" الظاهر فی شهادة البینة .

و کیف کان فلا یبعد القول بکفایة الشیاع والشهرة فی البلد فی مثل الانساب والاوقاف ونحوهما من الامور الممتدة فی عمود الزمان اذا حصل الظن بالمضمون، و لولا ذلک أشکل اثبات هذه الامور مع الابتلاء بها وکثرة أحکامها، وانجر الامر الی تضییع کثیر من الحقوق اذ تحصیل العلم الجازم أو الوثوق أو اقامة البینة فی مثل

ناوبری کتاب