أقول: وملخص الکلام فی المقام أنه ان حصل بالشیاع العلم الجازم فلااشکال فیجوز العمل به بل والشهادة بمضمونه الا أن یناقش فیها باعتبار کونها عن حس، و کیف کان فالاعتبار حینئذ للعلم لا للشیاع.
و ان حصل الظن المتاخم الذی نعبر عنه تارة بالوثوق و أخری بسکون النفس کان حجة أیضا لکونه بحکم العلم عند العقلاء بعتمدون علیه فی أمورهم و ان أشکل الشهادة بمضمونه علی ما أشار الیه فی الجواهر من روایات الشمس والکف. الوسائل 250/18، الباب 20 من أبواب الشهادات.
و أما اذا لم یحصل العلم و لا الوثوق فالقول بحجیته حینئذ یتوقف علی تمامیة بعض الوجوه التی مرت، وعمدتها کما عرفت الصحیحة . ونحن و ان ناقشنا فی دلالتها وقربنا حملها علی البینة وفاقا لما فی العوائد. و لکن المتبادر من قوله: "هکذا یقول الناس" وقوله: "قد بلغک" هو الشیاع بین الناس، و قد مر أن اسماعیل لم یحصل له بذلک الشیاع العلم و لا الوثوق و الا لما أعطی الرجل ماله الذی کان یهتم به، و مع ذلک وبخه الامام (ع) علی مخالفة ذلک الشیاع.
و لعل الروایة الثانیة الحاکیة لقصة الامام (ع) مع أبیه (ع) دلالتها أظهر.
نعم یوهن ذلک ما فی الصحیحة من قوله (ع) "اذا شهد عندک المؤمنون فصدقهم" الظاهر فی شهادة البینة .
و کیف کان فلا یبعد القول بکفایة الشیاع والشهرة فی البلد فی مثل الانساب والاوقاف ونحوهما من الامور الممتدة فی عمود الزمان اذا حصل الظن بالمضمون، و لولا ذلک أشکل اثبات هذه الامور مع الابتلاء بها وکثرة أحکامها، وانجر الامر الی تضییع کثیر من الحقوق اذ تحصیل العلم الجازم أو الوثوق أو اقامة البینة فی مثل