صفحه ۳۱

..........................................................................................
و بلغ ذلک الصحابة فلم ینکروا، فیکون اجماعا منهم علی ذلک، و لانه ثبت باتفاق الامة أن النبی (ص) انما کان یعطیهم لیتالفهم علی الاسلام و لهذا سماهم الله المؤلفة قلوبهم، و الاسلام یومئذ فی ضعف و أهله فی قلة و أولئک کثیر ذو قوة و عدد، و الیوم - بحمد الله - عز الاسلام و کثر أهله و اشتدت دعائمه و رسخ بنیانه و صار أهل الشرک أذلا ء." بدائع الصنائع 45/2

أقول: مؤلف بدائع الصنائع من أعاظم الاحناف. و الظاهر أن مراده من عامة العلماء علماء الحنفیة أو أکثریة فقهاء السنة . و قد مر احتمال أن یکون قوله (ع): "المؤلفة قلوبهم لم یکونوا قط أکثر منهم الیوم" الکافی ‏411/2، کتاب الایمان و الکفر، باب المؤلفة قلوبهم، الحدیث 3 و نحو ذلک ناظرا الی رد مثل هذه الاراء، فتدبر.

و کیف کان فالظاهر أن الشیخ و أمثاله انما حکموا بسقوط سهم المؤلفة فی عصر الغیبة لما کان ارتکز فی أذهانهم من اختصاص الحکم الاسلامی و الجهاد الابتدائی بالامام المعصوم، کما یظهر من مطاوی کلماتهم. و نحن قد استوفینا البحث فی أن الحکومة الاسلامیة لا یجوز تعطیلها و أنها داخلة فی نسج الاسلام و نظامه، فیبقی حکمها ببقاء الاسلام.

و بینا أن الامام فی هذا السنخ من المسائل یراد به المعنی العام الشامل للفقیه الجامع للشرائط المتصدی لادارة شؤون المسلمین فی عصر الغیبة أیضا.

و الجهاد لایختص بالامام المعصوم و لا سیما الدفاعی منه. و انتشار الاسلام فی البلاد و قوته لا ینافیان الاحتیاج الی تألیف قلوب الکفار أو بعض الضعفاء من المسلمین فی بعض الاحیان، فلا وجه لسقوط حکم المؤلفة حینئذ بعد عموم الادلة و اطلاقها و منها الایة الشریفة، و بقاء الملاک و المصلحة

ناوبری کتاب