أقول: یرد علی الوجه الاول أن التبادر الدال علی الاختصاص ممنوع، نعم لما کان الجهاد من أظهر مصادیقه فهو القدر المتیقن و لعله یتبادر الی الاذهان غالبا و لکن لا من حاق اللفظ بل بجهة کونه من أظهر الافراد.
و یرد علی الوجه الثانی أن المذکور فی القرآن یکون غالبا مقرونا بالفاظ یصرفه الی خصوص الجهاد کلفظ القتال أو المجاهدة أو نحوهما، و مثل هذا لا یوجب هجر المعنی الموضوع له أعنی العموم. و ربما استعمل فی العموم أیضا کقوله: "مثل الذین ینفقون أموالهم فی سبیل الله کمثل حبة أنبتت سبع سنابل فی کل سنبلة ماة حبة . الایة ." و قوله: "الذین ینفقون أموالهم فی سبیل الله ثم لایتبعون ما أنفقوا منا و لا أذی. الایة ." سورة البقرة (2)، الایتان 261 و 262. اذ الظاهر أن محط النظر فی هذه الایات فی سورة البقرة مطلق الانفاقات الواجبة و المندوبة لا خصوص ما أنفق فی الجهاد. و لا سیما فیما ذکرناه من الایة الثانیة بقرینة ذکر المن و الاذی.
و یرد علی الثالث أن الاصل لامجال له بعد اطلاق الایة و ما مر من الاخبار.
و یرد علی الرابع أن الخبر لا یدل علی الاختصاص، و الا لزم اختصاصه بالرباط علی ما هو الظاهر من البعث الی الثغور، و لم یقل بذلک أحد، بل جواز صرفه فیه محل خلاف بین القائلین بالاختصاص. هذا مضافا الی أن المتبع فی الوصیة عرف الموصی و قصده، و حیث انه کان ممن لا یعرف، و المشهور عندهم