أقول: فیظهر مما نقلناه أن المسالة فی فقهاء السنة أیضا خلافیة و ان کان المشهور بینهم الاختصاص بالجهاد.
9 - و قال ابن الاثیر فی النهایة فی لغة سبل: "فالسبیل فی الاصل: الطریق. و یذکر و یؤنث، و التانیث فیها أغلب. و سبیل الله عام یقع علی کل عمل خالص سلک به طریق التقرب الی الله - تعالی - بادأ الفرائض و النوافل و أنواع التطوعات. و اذا أطلق فهو فی الغالب واقع علی الجهاد حتی صار لکثرة الاستعمال کانه مقصور علیه." النهایة لابن الاثیر 338/2.
أقول: اذا فرضنا کون اللفظ موضوعا للاعم فاطلاقه علی فرد منه غالبا لکثرته و وضوحه لا یوجب الاختصاص به، فیحمل عند الاطلاق علی الاعم الا مع قرینة صارفة، فتدبر.
10 - و فی فقه الزکاة للقرضاوی بعد نقل کلمات الفقهاء من المذاهب الاربعة فی المقام قال: "یلاحظ مما نقلناه عن المذاهب الاربعة أنها اتفقت فی هذا المصرف علی أمور ثلاثة :
1 - أن الجهاد داخل فی سبیل الله قطعا.
2 - مشروعیة الصرف من الزکاة لاشخاص المجاهدین، بخلاف الصرف لمصالح الجهاد و معداته، فقد اختلفوا فیه.
3 - عدم جواز صرف الزکاة فی جهات الخیر و الاصلاح العامة من بناء السدود و القناطر، و انشاء المساجد و المدارس، و اصلاح الطرق و تکفین الموتی و نحو ذلک .