صفحه ۳۵۴

..........................................................................................
مما لا مجال للارتیاب فی رجحانه.

و لکن لا ملازمة بینه و بین جواز اخذ الزکاة، اذ لا ینفی ذلک قدرته علی الاکتساب کی یحل له اخذ الصدقة . فیصیر حاله کحال کثیر من الفقراء المشتغلین بالعلم الذین لا یعطیهم احد شیئا من الزکاة ومع ذلک لا یموتون من الجوع. هذا.

و لکن لمانع ان یمنع اطلاق مانعیة القدرة علی التکسب عن اخذ الزکاة علی وجه یتناول المقام، اذ لا یراد بالقدرة فی قوله: "و هو یقدر ان یکف نفسه عنها" القدرة العقلیة، و الا لم یجز اخذها لصاحب الدار والغلام والجاریة والجمل. بل المراد کونه بالفعل مع الوضع العقلائی الذی انتخبه لنفسه من الاشتغال الانتاجیة أو العلمیة المتعارفة عند العقلاء متمکنا من القیام بنفقته ونفقة من یعوله بحیث یراه العرف غنیا أو بحکمه.

فمثل طلبة العلم الذین جعلوا شغلهم التحصیل للعلوم النافعة غیر المحرمة شرعا اذا قصر مالهم عن مؤونتهم غیر مندرجین فی هذا الموضوع.

وقدرتهم علی ان یکفوا انفسهم عن الزکاة باشتغالهم بالکسب بعد ما اتخذوا تحصیل العلم حرفة لا نفسهم کقدرة ارباب الحرف التی یقصر ربحهم علی تغییر الکسب واتخاذ حرفة اخری، غیر ملحوظة لدی العرف فی اعتبار الغنی والفقر". المصباح 89/

و اما القادر علی الکسب التارک له تکاسلا بلا عذر عقلائی واشتغال علمی فیعد قادرا عرفا علی ان یکف نفسه عن الزکاة .

فالموضوع للمنع، القدرة العرفیة للشخص مع وضعه الفعلی العقلائی المستحسن عندهم.

ونظیر طالب العلم من جعل نفسه وقفا لخدمة المساجد والمعابد والخدمات الاجتماعیة والرفاهیة ونحو ذلک . فانهم مع کون أشغالهم أشغالا مستحسنة محترمة لدی العقلاء لو احتاجوا مع الوضع الفعلی فی معیشتهم جاز لهم اخذ الزکاة والخمس قطعا.

وبالجملة الفقر والغنی یعتبران بلحاظ الوضع المشروع العقلائی الفعلی الذی انتخبه الانسان لنفسه بحسب ذوقه وسلیقته.

ناوبری کتاب