قیل و الترتیب فی الثمانیة لبیان الاحق فالاحق، علی قاعدة فصحاء العرب من تقدیم الاهم فالاهم. و اما معنی الفقیر و المسکین ففی المفردات للراغب: "اصل الفقیر هو المکسور الفقار. یقال: فقرته فاقرة ، ای داهیة تکسر الفقار... و قیل هو من الفقرة، ای الحفرة ... و فقرت الخرز ثقبته، و افقرت البعیر ثقبت خطمه" المفردات 397/ .
و فیه ایضا: "المسکین قیل: هو الذی لا شئ له. و هو ابلغ من الفقیر. و قوله - تعالی -: اما السفینة فکانت لمساکین فانه جعلهم مساکین بعد ذهاب السفینة، أو لان سفینتهم غیر معتد بها فی جنب ما کان لهم من المسکنة" المفردات 243/ .
و فی لسان العرب: "الفقر والفقر ضد الغنی مثل الضعف و الضعف... و الفقر: الحاجة و فعله الافتقار و النعت فقیر" لسان العرب 60/5 .
و فیه ایضا: "المسکین و المسکین... الذی لا شئ له و قیل: الذی لا شئ له یکفی عیاله. قال أبو اسحاق: المسکین الذی اسکنه الفقر، أی قلل حرکته...، و اصل المسکین فی اللغة : الخاضع. و اصل الفقیر: المحتاج... الاصل فی المسکین انه من المسکنة . و هو الخضوع و الذل... قال ابن الاثیر: و قد تکرر ذکر المسکین و المساکین و المسکنة و التمسکن. قال: و کلها یدور معناها علی الخضوع و الذلة و قلة المال و الحال السیئة" لسان العرب 214/13 .
و المستفاد من مجموع الکلمات و الاستعمالات ان الفقر بمعنی الحاجة فی مقابل الغنی حاجة وجودیة أو علمیة أو اخلاقیة أو مالیة أو غیرها و لکن کثر استعماله فی الحاجة المالیة . و کأنه مأخوذ من الفقرة بمعنی الحفرة، اذ الفقیر کأنه وجد فی حیاته و عیشه حفرة و خلة . و المسکین من اصابه الزمانة و انقطع بذلک من الحرکة . فهو مبالغة من السکون کالمنطیق، ثم کثر استعماله فی من اصابه الزمانة . بفقد المال، و الغالب فی امثال هؤلاء الخضوع و السؤال لتحصیل المال، فلذا قد یفسر باهل الزمانة، و قد یفسر بالخضوع، و قد یفسر باهل السؤال. و ذکر اللفظ و ارادة اللازم رائج فی استعمالات العرب.
.jpg)
