صفحه ۲۵۱

..........................................................................................
- خریت فقه الشیعة - أفتی فی الخلاف و المبسوط و موضع من التهذیب بالوجوب، و فی النهایة و الاستبصار و موضع من التهذیب بعدم الوجوب. فالمسألة لیست اجماعیة و ان ادعاه فی الانتصار و علی فرض وجوده فلیس بحجة للعلم بالمدرک او احتماله. نعم المشهور بین القدماء الوجوب و بین المتأخرین عدم الوجوب.

و لا یخفی ان الاختلاف فیها ناشئ من اختلاف الاخبار فانها طائفتان: الطائفة الاولی: مادلت علی جواز الفرار و عدم الوجوب. و الثانیة : مادلت علی الوجوب.

و قبل التعرض لهما نقول ان الاصل و القاعدة یقتضیان عدم الوجوب. اما الاول فلان الشک فی التکلیف یقتضی البرائة، و اما الثانی فلان المنقوش مثلا موضوع للوجوب، و السبیکة موضوع لعدمه فهما موضوعان و لکل حکمه کالحاضر و المسافر فی باب الصلاة و لا یمکن تصدی الحکم لتحقیق موضوعه او لحفظه للزوم الدور، فان رتبة الحکم متأخرة عن رتبة الموضوع و رتبة محقق الموضوع او حافظه مقدمة علی الموضوع فوجوب ایجاد الموضوع او ابقائه یحتاج الی دلیل آخر یتعرض لذلک .

و بالجملة الحکم یتحقق علی فرض وجود الموضوع فلایمکن أن یتعرض بنفسه لایجاد الموضوع او ابقاه فالقاعدة تقتضی عدم الوجوب.

و اما الاخبار فما دل منها علی جواز الفرار و عدم الوجوب کثیر مستفیض جدا:

منها صحیحة زرارة السابقة فی مسألة الحول اذ یظهر من موارد منها عدم الوجوب، منها قوله: "قلت له: فان أحدث فیها قبل الحول ؟ قال: جائز ذلک له قلت: انه فر بها من الزکاة قال: ماادخل علی نفسه أعظم مما منع من زکاتها"، و منها قوله: "قال زرارة قلت له: ان أباک قال لی: من فر بها من الزکاة فعلیه أن یؤدیها؟ فقال: صدق أبی، علیه ان یؤدی ما وجب علیه و ما لم یجب علیه فلا شئ علیه فیه".

و من الاخبار أیضا صحیحة عمربن یزید قال: قلت لابی عبدالله (ع): رجل فر بما له من الزکاة فاشتری به أرضا او دارا أعلیه شئ؟ فقال: لا و لو جعله حلیا او نقرا فلا شئ علیه و ما منع نفسه من فضله أکثر مما منع من حق الله الذی یکون فیه.الوسائل ج 6 الباب 11 من أبواب الزکاة الذهب و الفضة، الحدیث 1

و دلالتها علی جواز الفرار واضحة و الظاهر منها عدم صدورها تقیة اذ التقیة ضرورة و الضرورات تتقدر بقدرها فلو کان عن تقیة اکتفی الامام (ع) بجواب السائل و لم یضف الیه ابتداء قوله: "و لو جعله حلیا...".

و منها صحیحة هارون بن خارجة عن أبی عبدالله (ع) قال: قلت له: ان أخی یوسف و لی

ناوبری کتاب