و لا بأس بماذکره غیر ماذکر أخیرا من ان لازم التقدیر کون الدفع من غیر النصاب دفعا للبدل، لوضوح بطلانه حیث ان الفریضة علی الفرض أعم مما فی النصاب فیکون المدفوع من غیره أیضا علی وجه الاصالة .
الثالث: قوله - تعالی - فی سورة البقرة : "یا أیها الذین آمنوا أنفقوا من طیبات ماکسبتم و مما أخرجنا لکم من الارض و لاتیمموا الخبیث منه تنفقون".
و فی الحدیث: "کان اناس علی عهد رسول الله "ص" یتصدقون بأشر ماعندهم من التمر الرقیق القشر الکبیر النوی یقال له: المعافارة ففی ذلک أنزل الله: و لاتیمموا الخبیث منه تنفقون" الوسائل ج 6 الباب 19 من أبواب زکاة الغلات، الحدیث 3. .
و عن الکافی فی تفسیر الایة عن أبی عبدالله "ع" قال: کان رسول الله "ص" اذا أمر بالنخل ان یزکی یجئ قوم بألوان من التمر و هو من أردء التمریؤدونه من زکاتهم تمرا یقال له الجعرور و المعافارة قلیلة اللحاء عظیمة النوی و کان بعضهم یجئ بها عن التمر الجید فقال رسول الله "ص": لاتخرصوا هاتین التمرتین و لاتجیئوا منهما بشئ و فی ذلک نزل: و لاتیمموا الخبیث...، الی غیر ذلک من الروایات التی یستفاد منها النهی عن دفع الادنی الوسائل ج 6 الباب 19 من أبواب زکاة الغلات، الحدیث 1... .
و فی باب أدب المصدق من زکاة البحار عن العیاشی، عن الحسن بن علی بن النعمان، عن أبیه، عمن سمع أبا عبدالله "ع" و هو یقول: ان الله أدب رسوله "ص" فقال: یا محمد خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلین قال: خذ منهم ما طهر و ماتیسر و العفو الوسط بحار الانوار ج 96 من الطبع الجدید، ص 84. .
و فی دعائم الاسلام عن جعفربن محمد "ع" انه قال: لایأخذ المصدق فی الصدقة اللحم السمینة ... و لایأخذ شرارها و لاخیارها دعائم الاسلام ج 1 ص 256. .
و کیف کان فالظاهر عدم اجزاء الفرد الدانی، اللهم الا أن یکون جمیع النصاب من هذا القبیل فان اجباره حینئذ علی شراء الفرد الوسط او الاعلی یحتاج الی دلیل و الایة و الروایات منصرفة عن مثل هذا الفرض فتدبر.
.jpg)
