و فی صحیحة زرارة المماثلة لصحیحة محمد بن مسلم سئل أبو عبدالله (ع) عن الحبوب ما یزکی منها فعد الامام (ع) الحبوب. فأی داع دعاه الی ان یعقب ذلک بقوله: "کل ما کیل بالصاع فبلغ الاوساق فعلیه الزکاة" ثم ینسب الی النبی (ص) أمرا علی خلاف الواقع فیقول: "جعل رسول الله (ص) الصدقة فی کل شئ أنبتت الارض الا ما کان فی الخضر و البقول و کل شئ یفسد من یومه" الوسائل ج 6 الباب 9 من أبواب ما تجب فیه الزکاة، الحدیث 6 . الی غیر ذلک مما أشرنا الیه فی نقل الطائفة الرابعة من الاخبار فراجع.
و ثالثا: الانحصار فی التسعة لیس من خصائص الشیعة بل أفتی به بعض أهل السنة أیضا و وردت به الروایات من طرقهم فلا یبقی مجال للتقیة و قد حکینا بعضا من أقوالهم فی صدر المسألة و نتمم ذلک هنا بنقل عبارة عن المغنی لابن قدامة ملخصة : و قال مالک و الشافعی: لازکاة فی ثمر الا التمر و الزبیب و لا فی حب الا ما کان قوتا و حکی عن أحمد الا فی الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و هذا قول ابن عمر و موسی بن طلحة و الحسن و ابن سیرین و الشعبی و الحسن بن صالح و ابن أبی لیلی و ابن المبارک و أبی عبید... و قد روی عمروبن شعیب، عن أبیه، عن عبدالله بن عمرو انه قال: انما سن رسول الله (ص) الزکاة فی الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب. و فی روایة عن أبیه، عن جده، عن النبی (ص) انه قال: و العشر فی التمر و الزبیب و الحنطة و الشعیر، و عن موسی بن طلحة، عن عمر انه قال: انما سن رسول الله (ص) الزکاة فی هذه الاربعة : الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب، و عن أبی بردة، عن أبی موسی و معاذ ان رسول الله (ص) بعثهما الی الیمن یعلمان الناس أمر دینهم فأمرهم ان لا یأخذوا الصدقة الا من هذا الاربعة : الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب، رواهن کلهن الدار قطنی المغنی ج 2، ص 550 .
فانظر الی الروایات من طرقهم و کذا الفتاوی حیث حصروا زکاة الغلات فی الاربع، و انحصار المفتین فی الائمة الاربعة منهم انما ثبت فی القرن الرابع ففی عصر الصادقین (ع) لم یکن فرق بینهم و بین غیرهم من فقهائهم، فمع وجود الاخبار و کذا الفتاوی منهم بعدم الزکاة فی سائر الحبوب لایبقی مجال للتقیة لائمتنا.
اللهم الا ان یقال کما أشرنا الیه ان التقیة لم تکن لحفظ الامام (ع) و لا من الفقهاء و المفتین بل لحفظ الشیعة من شر السلاطین و الحکام الجباة للزکوات بعنف و شدة فانها کانت
.jpg)
