صفحه ۷۸

اذا عرفت هذه المقدمات فنقول: انه لما کان هذه الامور و الحوائج الاجتماعیة مما یبتلی بها الجمیع مدة عمرهم غالبا و لم یکن الشیعة فی عصر الائمة متمکنین من الرجوع الیهم (ع) فی جمیع الحالات - کما یشهد بذلک مضافا الی تفرقهم فی البلدان عدم کون الائمة مبسوطی الید بحیث یرجع الیهم فی کل وقت لای حاجة اتفقت - فلامحالة یحصل لنا القطع بان أمثال زرارة و محمد بن مسلم و غیرهما من خواص الائمة سالوهم عمن یرجع الیه فی مثل تلک الامور اذا لم یتمکنوا منهم (ع)، و نقطع أیضا بان الائمة (ع) لم یهملوا هذه الامور العامة البلوی التی لایرضی الشارع باهمالها، بل نصبوا لها من یرجع الیه شیعتهم اذا لم یتمکنوا منهم (ع)، و لاسیما مع علمهم (ع) بعدم تمکن أغلب الشیعة من الرجوع الیهم بل عدم تمکن الجمیع فی عصر غیبتهم التی کانوا یخبرون عنها غالبا و یهیئون شیعتهم لها. و هل لاحد أن یحتمل أنهم (ع) نهوا شیعتهم عن الرجوع الی الطواغیت وقضاة الجور و مع ذلک أهملوا لهم هذه الامور و لم یعینوا من یرجع الیه الشیعة فی فصل الخصومات و التصرف فی أموال الغیب و القصر و الدفاع عن حوزة الاسلام و نحو ذلک من الامور المهمة التی لایرضی الشارع باهمالها؟

و کیف کان فنحن نقطع بان أصحاب الائمة (ع) سالوهم عمن یرجع الیه الشیعة فی تلک الامور مع عدم التمکن منهم (ع) و أن الائمة (ع) أیضا أجابوهم بذلک و نصبوا للشیعة مع عدم التمکن منهم (ع) أشخاصا یتمکنون منهم اذا احتاجوا، غایة الامر سقوط تلک الاسئلة و الاجوبة من الجوامع التی بایدینا ولم یصل الینا الا ما رواه عمر بن حنظلة و أبو خدیجة .

و اذا ثبت بهذا البیان النصب من قبلهم (ع) و أنهم لم یهملوا هذه الامور المهمة التی لایرضی الشارع باهمالها - ولاسیما مع احاطتهم بحوائج شیعتهم فی عصر الغیبة - فلامحالة یتعین الفقیه لذلک، اذ لم یقل أحد بنصب غیره. فالامریدور بین

ناوبری کتاب