صفحه ۶۶

لسلطان المسلمین و من نصب من قبله. فیکون المراد الاذن العمومی للشیعة فی اقامة الجمعة بانفسهم اذا لم یخافوا و أمنوا ضرر المتصدین لاقامتها من قبل خلفاء الجور. و لفظ الامام و ان سلم کونه فی سائر الموارد منصرفا الی الامام الاصل الا أن المتبادر منه فی هذه الروایة بقرینة الذیل مطلق امام الجماعة التی هی شرط فی انعقاد الجمعة، و انما ذکر لدفع توهم أن یکون المراد بالسبعة المعتبرة غیر الامام حتی یصیر العدد معه ثمانیة .

هذه غایة مایمکن أن یذکر فی تقریب الاستدلال بالروایة لوجوب اقامة الجمعة أو جوازها فی عصر الغیبة .

أقول: یرد علیه أولا ما أشیر الیه آنفا من أن السیرة المستمرة علی کون اقامة الجمعة من وظائف أشخاص معینة بمنزلة القرینة المتصلة للحدیث، فینصرف البعض فیه الی البعض الخاص الذی یکون اقامة الجمعة و قراءة الخطبة من وظائفه و مناصبه، و لاأقل من الاحتمال، فیبطل معه الاستدلال. ولا دلالة لقوله: "لم یخافوا" علی ارادة مطلق البعض، اذ لعل المراد بالبعض الامام بالحق أو من نصبه، و أئمة الحق و شیعتهم کانوا فی خوف و تقیة من أیدی خلفاء الجور و عمالهم.أقول: و مما یشهد لعدم دلالة هذه الروایة ولا روایة عبدالملک السابقة علی وجوب اقامة الجمعة علی الجمیع أن راوی هذه الروایة عن أبی جعفر الباقر(ع) هو زرارة، کما أن زرارة أیضا هو الذی روی الروایة السابقة عن أخیه عبدالملک عن أبی جعفر(ع)، و مع ذلک لم یفهم هو - مع کونه فقیها- من هاتین الروایتین وجوب الجمعة، و کان تارکا لها الی عصر الصادق (ع)، کما یدل علیه قوله فی الحدیث التاسع: حثنا أبو عبدالله (ع) علی صلاة الجمعة - الخ - فتدبر. ح ع - م.

و ثانیا أنه من المظنون جدا أن یکون من قوله: فاذا اجتمع سبعة، الی آخره من کلام الصدوق و فتاویه، و قد استفاده و استنتجه من مجموع روایات الباب و ذکره فی

ناوبری کتاب