صفحه ۵۹

وجوب الحضور اذا لم یکن الامام (ع) مبسوط الید و ان انعقدت جمعة صحیحة .

الرابع: أن یکون الامام (ع) بصدد بیان عدم اشتراط الامام أو من نصبه فی اقامتها و عدم کونها من المناصب، فیکون هذا الحث منه (ع) لردع زرارة و أمثاله عما توهموه - بسبب السیرة المستمرة - من کون اقامة الجمعة من المناصب الخاصة .

الخامس: أن یکون نفس هذا الکلام منه (ع) نصبا أو اذنا لهم: اما بان یکون نصبا لاشخاص معینة خاطبهم بکلامه، أو بان یکون اذنا لهم بما أنهم فقهاء فیعم جمیع فقهاء الشیعة، أو بان یکون اذنا لهم بما أنهم مؤمنون فیعم جمیع المؤمنین.

فهذه خمسة احتمالات فی الروایة، و بحسب شقوق الخامس منها تصیر المحتملات سبعة و ان بعد بعضها. فالروایة مجملة، حیث انها روایة فی واقعة شخصیة، و لا نعلم خصوصیات الوقت و الحضار، و من المحتمل جدا تمکنهم من الجمعات التی کان یقیمها المنصوبون من قبلهم (ع) أو من بحکمهم. فالاستدلال بها لثبوت الترخیص و الاذن لجمیع الفقهاء أو المؤمنین فی غیر محله. و بالجملة ما یفید لعصر الغیبة هو الاحتمال الرابع و السادس و السابع، و اثباتها من بین المحتملات السبعة مشکل، فتدبر.لقائل أن یقول: ان الاحتمال الخامس بشقوقه ضعیف، اذ الظاهر من لفظ الحث وقوعه بالنسبة الی أمر متروک مع تمکن التارک من فعله و کونه حسنا منه مع قطع النظر عن هذا الحث، فلا یمکن أن یقال: ان نفس هذا الکلام منه (ع) نصب أو اذن فی الاقامة بعد فرض الاشتراط، اذ مقتضی ذلک حصول التمکن منها بنفس هذا الکلام و هو خلاف ظاهر الحث کما عرفت. ثم ان المحتملات فی قوله "انما عنیت عندکم" بالنظر البدوی ثلاثة : الاول: أن یقراء "انما" مؤلفة لتکون من أدوات الحصر، و یقراء عنیت بتقدیم النون علی الیاء، و هو الاظهر. الثانی: أن یقراء "عینت" بتقدیم الیاء علی النون مبنیا للمفعول من باب التفعیل، فیکون المراد انی متعین للامامة بنظرکم لا بنظر جمیع الناس، فلا یصلح أن تاتونی. الثالث: أن یقراء کلمة ان منفصلة عن کلمة ما الموصولة، فیکون المعنی ان الجمعات التی قصدتها فی حثکم علی حضورها هی الجمعات التی تنعقد عندکم و بمرآکم، لا ما أقیمها بنفسی کما توهمتم. ح ع - م.

ناوبری کتاب