وسیعا و صار قیدا للمامور به، کعرفة بالنسبة الی الوقوف. و مقتضی ذلک أن یقع کل فرد یؤتی به فی أحد أجزاء الزمان الوسیع أو المکان الوسیع مصداقا للامتثال بما أنه فرد لتلک الطبیعة المقیدة بذلک الزمان أو المکان لا بما أنه أتی به فی هذا الجزء الخاص من هذا الزمان أو المکان.
ثم ان الصلاة التامة و المقصورة لیستا طبیعتین مختلفتین أمر بهذه تارة و بتلک أخری، بل الامر بالنسبة الی الحاضر و المسافر لم یتعلق الا بطبیعة واحدة، فصلاة الظهر مثلا طبیعة واحدة أمر بها کل واحد من الحاضر و المسافر، و واجد الماء و فاقده، و نحو ذلک، غایة الامر أن مصادیقها تختلف باختلاف حالات المکلفین و منها السفر أو الحضور، فمصداقها بالنسبة الی الحاضر أربع رکعات، و بالنسبة الی المسافر رکعتان، و قد مر توضیح ذلک سابقا.راجع ص 348 من الکتاب.
و حینئذ فمن یکون فی أول الوقت حاضرا و فی آخره مسافرا أو بالعکس لا یکون مکلفا الا باتیان طبیعة صلاة الظهر مثلا مقیدة بکونها من الظهر الی الغروب، من دون أن یکون الخصوصیات المفردة - من الاتیان فی أول الوقت أو فی آخره، أو الاتیان بها قصرا فی السفر أو اتماما فی الحضر - واقعة تحت الامر، فاذا أتی بها فی آخر الوقت أیضا فی السفر قصرا مثلا یکون ما أتی به محققا للامتثال بما أنه مصداق لطبیعة الصلاة الواقعة بین الظهر و الغروب لا بما أنها صلاة مقصورة أتی بها فی آخر الوقت.
و بالجملة تخیره بین الخصوصیات الفردیة التی منها الاتیان فی أول الوقت أو فی آخره، و منها الاتیان بها تماما فی الحضر أو قصرا فی السفر تخیر عقلی، و الامر اذا تعلق بنفس الطبیعة ثم انحصرت فی فرد، بحیث لم یتمکن المکلف من سائر الافراد و توقف امتثاله علی اتیان هذا الفرد، لا یصیر هذا سببا لتجافی الامر و تخطیه من نفس الطبیعة الی الخصوصیات المفردة المنضمة الیها، بل الامر بعد باق متعلقا بنفس حیثیة الطبیعة .