أما الحرمان فقد عبر عنهما تارة بالحرمین، و أخری بحرم الله و حرم رسوله، و ثالثة بمکة و المدینة، و رابعة بالمسجد الحرام و مسجد الرسول (ص).
و أشمل هذه العناوین و أوسعها هو الحرم، فان حدود حرم الله تعالی کانت معینة من زمن الخلیل (ع)، و قد نصبت لها أعلام باقیة الی الان، و هو أوسع من بلد مکة و حرم الرسول (ص) حسب ما یستفاد من بعض الاخبار عبارة عمابین جبلی عیرو وعیر.راجع الوسائل 497/5 (= ط. أخری 460/8)، الباب 2 من أبواب صلاة المسافر، الحدیث 12؛ و ج 10 ص 283 (= ط. أخری 362/14)، کتاب الحج، الباب 17 من أبواب المزار.
و حینئذ فهل المعیار و ما هو تمام الموضوع للحکم هو الحرمان بسعتهما، و یکون ذکر البلد أو المسجد من باب الغلبة، حیث ان الصلاة تقع غالبا فی المسجدین أو البلدین، أو یکون الموضوع خصوص البلدین أو المسجدین، و یکون ذکر الحرمین من جهة ثبوت الحکم فیهما اجمالا بثبوته فی بعضهما؟ فی المسالة و جهان.
فان قلت: لا مجال لاحتمال کون الحرمین تمام الموضوع للحکم بعد ما فسرا فی بعض الاخبار بنفس البلدتین، کقوله فی صحیحة ابن مهزیار: فقلت أی شئ تعنی بالحرمین ؟ فقال: "مکة و المدینة"الوسائل 544/5 (= ط. أخری 525/8)، الباب 25 من أبواب صلاة المسافر، الحدیث 4.، و قوله فی روایة عثمان بن عیسی: سالت أبا الحسن (ع) عن اتمام الصلاة فی الحرمین: مکة و المدینة المصدر السابق 547/5 (= ط. أخری 529/8) و الباب، الحدیث 17؛ عن قرب الاسناد 123/ (= ط. اخری 300/)..
قلت: یمکن أن یکون سؤال الراوی عن الحرمین و تفسیرهما له لاجل الجهل بالمراد منهما، بان احتمل کون المراد منهما غیر الحرمین المعروفین، لا لاجل الجهل بحدود الحرمین المعروفین و مقدارهما، فیکون جواب الامام (ع)أیضا ناظرا الی بیان