الثانیة : ما رواه الشیخ باسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن أبیه، قال: سالت أبا الحسن (ع) عن الرجل یخرج فی سفر تبدوله الاقامة و هو فی صلاته، أیتم أم یقصر؟ قال: "یتم اذا بدت له الاقامة".المصدر السابق والباب، الحدیث 2.
و لاحد أن یدعی استفادة حکم الفروض السابقة أیضا من هاتین الروایتین بسبب القاء الخصوصیة :
بتقریب أن یقال: ان مورد السؤال و ان کان خصوص من بداله الاقامة فی أثناء صلاته، لکن الظاهر بحسب نظر العرف أن محط نظر السائل فی سؤاله هو أن المسافر اذا تعین علیه فی أول صلاته القصر أو الاتمام ثم تبدل حاله فی أثناء الصلاة بنحو یوجب تبدل الوظیفة، فهل یکون وظیفته بالنسبة الی الصلاة التی بیده علی طبق حالته عند الشروع فیها، أو علی طبق الحالة الطارئة فی الاثناء.
و علی هذا فیستفاد من جواب الامام (ع) أن المدار فی تبدل الحالات هی الحالة الطارئة و ان کان طروءها فی أثناء الصلاة .
هذا و لکن دعوی القطع بعدم دخالة خصوصیة المورد لا تخلو من اشکال، و لا سیما مع افتراق مورد الروایتین مع بعض الصور السابقة، کمن شرع فی صلاته قبل الوصول الی حد الترخص و فی أثنائها وصل الیه، فانه قبل الوصول الیه مصداق للحاضر و بعد الوصول الیه یتبدل العنوان حقیقة، فیصیر مصداقا للمسافر، و أما فی مورد الروایة فیکون الشخص قبل أن یبدوله الاقامة مصداقا للمسافر، و بعد ما عزم علیها أیضا یکون مصداقا له، غایة الامر تبدل وظیفته حسب تبدل القصد و النیة . فاستفادة حکم تلک الصورة مثلا مما ورد فی بیان وظیفة هذا الشخص مما یشبه القیاس مع الفارق، فتدبر.