صفحه ۳۱۰

لسؤال ابن مسلم و ابن سنان فی الروایتین، و بعد ما أجاب الامام (ع) انسبق الی أذهانهما لا محالة دوران القصر و الاتمام مدار غیبة المسافر عن بلده، بحیث یخفی علیه آثاره، و حضوره فیه کذلک .

و ان شئت قلت: لیس المتبادر من کلام الامام (ع) کونه بصدد بیان حکم تعبدی محض، بل المتبادر منه بمناسبة الحکم و الموضوع هو أن اعتبار تواری البیوت و خفاء الاذان من جهة أنهما ما لم یخفیا لم یحصل عرفا مفهوم السفر الذی أخذ فیه الغیبوبة عن الوطن، فیتوقف القصر علی تجاوز المسافر عن الحدود التی یتردد فیها أهالی البلد غالبا ترددهم فی نفس البلد و یکون الکون فیها بنظرهم کونا فی نفس البلد بحیث یعدونه مصداقا للحضور من جهة ظهور آثار البلد من البیوت و نحوها و سماع الاصوات المرتفعة فیه، و لا یکون بحسب نظر العرف فرق فی ذلک بین الخروج و الرجوع قطعا کما لا یخفی وجهه، اللهم الا أن یقال: ان مقتضی هذا البیان اعتبار المسافة أیضا من حد الترخص، فتدبر.

و بالجملة الشهرة المحققة القریبة من الاجماع، و قوله فی صحیحة ابن سنان: "و اذا قدمت من سفرک فمثل ذلک"، و شهادة العرف بتساوی الخروج و الرجوع ملاکا مما تدل علی دوران القصر و الاتمام مدار حد الترخص خروجا و رجوعا.

فلا یعتنی الی الاخبار المعارضة الظاهرة أو الصریحة فی بقاء القصر الی أن یدخل المسافر بیته،راجع الوسائل ‏507/5 (= ط. أخری ‏474/8)، الباب 7 من أبواب صلاة المسافر. و ان اعتنی بها بعض المتاخرین.منهم: الفیض و البحرانی و السبزواری - قدس الله أسرارهم - راجع مفاتیح الشرائع ‏26/1؛ و الحدائق ‏412/11؛ و الکفایة / 33.

اذ یرد علیها أولا: أن الاخبار الشاذة التی أعرض عنها الاصحاب ساقطة عن الحجیة و ان لم یکن لها معارض فکیف فی صورة المعارضة ؟! اذ عمدة الدلیل علی حجیة الاخبار بناء العقلاء علی العمل بها، و لا شک فی أن الخبر الواصل الی عبید

ناوبری کتاب