صفحه ۲۸۳

ففی المقام أیضا مجموع الذهاب و الایاب یعد سفرا واحدا ذاغایة واحدة محرمة، ولکن بعد ما تخللت التوبة صارت سببا لتلافی السابق، و اذا خرج السابق بسبب التوبة من کونه عصیانا فاللاحق الذی هو من توابعه یخرج من کونه کذلک بطریق أولی. بل الحکم فیما نحن فیه أوضح من تلک المسالة، حیث ان الحرکة الخروجیة فی تلک المسالة کانت بنفسها محرمة غایة الامر ارتفاع فعلیتها بسبب الاضطرار، و هذا بخلاف الرجوع فی المقام، فانه لیس بنفسه معصیة و لاواقعا فی طریقها غایة الامر کونه من توابع الذهاب عرفا. فعصیانه انما هو من جهة تبعیته للذهاب، و المفروض ارتفاع عصیان الذهاب بالتوبة .

و مما ذکر فی توجیه الوجوه الثلاثة یظهر تقریب الوجه الرابع أیضا. و الاظهر من هذه الوجوه الاربعة هو الوجه الثالث، فتدبر، جیدا.

اذا کانت غایة السفر ملفقة

المسالة الرابعة : لو کانت غایه السفر ملفقة من الطاعة و المعصیة فاما أن یکون احداهما مقصودة بالاستقلال و الاخری مقصودة بالتبع، بحیث لایستند السفر الیها، و اما أن یکون کل منهما جزء من العلة بحیث یستند السفر الیهما معا.

لااشکال فی الاول، اذا الحکم یدور مدار کون السفر فی معصیة أولا؛ وصدق ذلک یدور مدار الغایة المستقلة .

و أما الثانی فربما یتوهم کونه مشمولا لعمومات أدلة القصر فی البریدین، اذ غایة ماخرج منها صورة کون السفر فی طریق المعصیة بحیث یعد فانیا فیها، و هذا انما یکون فیما اذا کانت الغایة منحصرة فی المعصیة . هذا.

ولکن الظاهر عندنا کونه مشمولا لادلة الاتمام فی المقام، اذ یصدق علیه أنه مسیر باطل و أن هذا المسافر لایستحق الارفاق و لاکرامة فی سفره.

ناوبری کتاب