عمیر و البزنطی و حسن بن علی بن فضال و مشیخة حسن بن محبوب و نحو ذلک، و لم یذکرها المشایخ الثلاثة فی جوامعهم، فاذا عثرنا فی مسالة علی اطباق أصحابنا و اجماعهم علی الفتوی فی کتبهم المعدة لنقل خصوص المسائل المتلقاة عن الائمة (ع) مثل کتب القدماء من أصحابنا نستکشف من ذلک وجود نص واصل الیهم یدا بید، و هذا هو الاجماع المعتبر عندنا، فالعمل بالاجماع لیس رفضا لقول المعصومین بل هو من الطرق القطعیة الکاشفة عن أقوالهم.
و ان شئت تفصیل ذلک فنقول: ان القدماء من أصحابنا کانوا لایذکرون فی کتبهم الفقهیة الا أصول المسائل الماثورة عن الائمة (ع) و المتلقاة منهم یدا بید، من دون أن یتصرفوا فیها أو یذکروا التفریعات المستحدثة، بل کم تجد مسالة واحدة تذکر فی کتبهم بلفظ واحد ماخوذ من متون الروایات و الاخبار الماثورة، بحیث یتخیل الناظر فی تلک الکتب أنهم لیسوا أهل اجتهاد و استنباط بل کان الاواخر منهم یقلدون الاوائل، و لم یکن ذلک منهم الا لشدة العنایة بذکر خصوص ما صدر عنهم (ع) و وصل الیهم بنقل الشیوخ و الاساتذة، فراجع کتب الصدوق کالهدایة و المقنع و الفقیه و مقنعة المفید و رسائل علم الهدی و نهایة الشیخ و مراسم سلارو الکافی لابی الصلاح و مهذب ابن البراج و أمثال ذلک تجد صدق ما ذکرنا.
و قد ذکر الشیخ "ره" فی أول المبسوط ما ملخصه: أن استمرار هذه الطریقة بین أصحابنا صار سببا لطعن المخالفین، فکانوا یستحقرون فقه أصحابنا الامامیة و ینسبونهم الی قلة الفروع و المسائل، مع أن جل ما ذکروه من المسائل موجود فی أخبارنا، و ما کثروا به کتبهم من الفروع فلافرع من ذلک الا وله مدخل فی أصولنا و مخرج علی مذهبنا لاعلی وجه القیاس. و کنت علی قدیم الوقت و حدیثه متشوق النفس الی عمل کتاب یشتمل علی ذلک تتوق نفسی الیه فیقطعنی عن ذلک القواطع و تضعف نیتی أیضا فیه قلة رغبة هذه الطائفة فیه و ترک عنایتهم به لانهم ألقوا
.jpg)
