صفحه ۱۵۴

من بغداد. الحدیث.المصدر السابق ‏503/5 (= ط. أخری ‏468/8)، الباب 4 منها، الحدیث 1، (الخامس من الطائفة الثالثة).

فیستفاد من هذه الاحادیث أنه کان المرکوز فی أذهان أصحاب الائمة (ع) اعتبار البعد و المسافة من البلد الی البلد، و لم یرد عن الائمة (ع) ردع بالنسبة الی ذلک، بل ربما یستفاد صحة ذلک و کونه صوابا من روایة زرارة و محمد بن مسلم عن أبی جعفر(ع)، حیث قال (ع): "و قد سافر رسول الله (ص) الی ذی خشب، و هی مسیرة یوم من المدینة، یکون الیها بریدان: أربعة و عشرون میلا، فقصر و أفطر..."المصدر السابق ‏491/5 (ط. أخری ‏452/5)، الباب 1 من أبواب صلاة المسافر، الحدیث 4.

و بالجملة کون الاعتبار بحسب الارتکاز العرفی بالبعد الواقع بین البلدین مما لایکاد یخفی.

و مما یؤید ما ذکرنا أیضا أن تحدید المسافة فی أخبارنا ورد بلفظ البریدین و الفراسخ و الامیال، و من المعلوم أن نصب الامیال و الاحجار و اعتبار البرید کان فی المسافات الواقعة فی خارج البلاد، و واضح أنه کان یتبادر الی أذهان أصحاب الائمة (ع) من الالفاظ المذکورة أنهم (ع) بصدد احالتهم فی تعیین المسافة الی البرد و الامیال و الفراسخ الخارجیة المنصوبة من قبل السلاطین، و لامحالة کانوا یعتمدون علیها بعد سماع التحدیدات منهم (ع).

اللهم الا أن یقال: ان المتبادر الی أذهانهم کون الاعتبار بمقدار هذه الامور لابانفسها، کما یشهد بذلک ما ذکرناه سابقا من أن المسافة الموجبة للقصر مسافة واقعیة مخصوصة، و أن التعابیر الاربعة انما وردت للاشارة الیها، فتدبر.

و کیف کان فالاعتبار فی تحدید المسافة بنهایة البلد لابالمنزل و لابحد الترخص، و لافرق فی ذلک بین البلاد الکبیرة و غیرها. و لاوجه لماذکروه من کون الاعتبار فی

ناوبری کتاب