صفحه ۱۱۳

بداهة أن الاربعة أقل المسافة المعتبرة . و بعبارة أخری: المستفاد من أخبار الاربعة بضمیمة أخبار التلفیق هو أن الاربعة أدنی البعد المعتبر فی المسافة التلفیقیة لاأن الزائد علیها غیر مؤثر فی القصرو یکون کالحجر الموضوع فی جنب الانسان.

و قد تلخص مما ذکرناه أن المستفاد من أخبار الطائفة الثانیة هو أن الاربعة أدنی البعد و الامتداد المعتبر فی ثبوت القصر، و لاتزاحمها فی ذلک أخبار التلفیق، فیجب الاخذ به. و أما ذکر الاربعة فی طرف الایاب فمن جهة أنها الفرد الغالب لمااذا تحقق أدنی البعد المعتبر. فتدبر فی أخبار الطائفة الثانیة و الثالثة حتی یتضح لک صحة ما ذکرناه. و مما له ظهور تام فی کون الاربعة هی أدنی البعد المعتبر خبر فضل بن شاذان (الثانی من الطائفة الثالثة)، فراجع.

هل المعتبر فی الملفقة الرجوع لیومه ؟

المقام الثانی: قد عرفت أن أخبار الثمانیة و الاربعة و ان تعارضتا لکن أخبار التلفیق رافعة لتعارضهما، فیکون المستفاد من الجمیع أن المسافة التی توجب القصر أعم من الثمانیة الممتدة و الثمانیة الملفقة .

و حینئذ فنقول: انه لااشکال فی أن الثمانیة الامتدادیة لایشترط فیها طیها فی یوم واحد، بل توجب القصر و ان تحقق طیها فی أیام عدیدة ما لم یخرج عن صدق اسم السفر. و أخبارها أعنی الطائفة الاولی و ان لم تکن صریحة فی عدم الاشتراط بل غایة ما فیها هو الاطلاق لکن المسالة اجماعیة .

و أما التلفیقیة فهل یشترط فیها تحققها فی یوم واحد، بان یکون الرجوع لیومه، أولا یشترط فیها ذلک ؟

فی المسالة قولان: فالمشهوریین أصحابنا اعتبار کون الرجوع لیومه، فان لم یرجع لیومه حکم بعضهم بالتخییر و الباقون بتعین الاتمام.

ناوبری کتاب