صفحه ۱۰۹

الجمع بین الطوائف الثلاث

و قد عرفت أن مفاد الطائفة الاولی کون أدنی المسافة ثمانیة فراسخ، و مفاد الطائفة الثانیة کون أدناها أربعة، و مفاد الطائفة الثالثة أن الاربعة توجب القصر اذا تعقبها الرجوع لا مطلقا.

و لو لا هذه الطائفة کان التعارض بین الاولیین مستقرا، و لکن الطائفة الثالثة بمنزلة المفسر لهما، اذ بملاحظتها یظهر أن المراد بالثمانیة فی الطائفة الاولی أعم من الامتدادیة و التلفیقیة أو أن التلفیقیة أیضا بحکم الامتدادیة، و أن المراد بالاربعة فی الطائفة الثانیة لیس مطلق الاربعة، بل الاربعة التی یتعقبها الرجوع حتی یحصل بضمه الی الذهاب ثمانیة فراسخ، و انما ذکر الاربعة لبیان أقل البعد و الامتداد المعتبریین المبدأ و المقصد لا لبیان کفایتها بنفسها فی ایجاب القصر و ان لم یتعقبها الرجوع.

و هذا جمع عرفی یرتفع به التهافت بین الطائفتین.

و ربما یجمع بینهما أیضا بان الثمانیة علة لوجوب القصر تعیینا، و الاربعة علة لثبوته تخییرا بینه و بین الاتمام.

و یرد علیه مضافا الی أنه لا شاهد له، أنه مخالف لظاهر أخبار الاربعة، لظهورها فی کون الاربعة علة لوجوب القصر لا لجوازه.

و کیف کان فمقتضی الجمع العرفی بین الطوائف الثلاث بعد ملاحظة الجمیع هو الالتزام بکون المسافة الموجبة للقصر عبارة عن الثمانیة، سواء کانت امتدادیة أم حصلت بالتلفیق من دون أن یکون بینهما فرق فی ایجاب القصر.لا یخفی عدم تاتی هذا الجمع فی روایة عمران بن محمد (الروایة السابعة من الطائفة الثانیة .) و ربما توجه بعدم کون الضیعة و طنا له، فیکون وظیفته القصر مطلقا، و انما أمر بالاتمام فی الضیعة تقیة . ح ع - م.

فهذا اجمالا مما لا اشکال فیه، و لکن المهم هو البحث فی مقامین:

ناوبری کتاب