صفحه ۷۵

الارض الی عنان السماء، اذ الملکیة أمر اعتباری، و المعتبر لها هم العقلاء فی کل عصر و زمان، و حدود موضوعها سعة و ضیقا أیضا تابعة لاعتبارهم و هم لایعتبرون الملکیة فی مثل الدار و نحوها مثلا الا لساحتها و مرافقها المحتاجة الیها فی الاستفادة منها، و منها الجو و الفضاء الی حد خاص یتعلق عرفا بهذه الدار. و لیست المعادن الواقعة فی تخوم هذه الدار و کذا الفضاء الخارج عن المتعارف معدودا من توابعها العرفیة و مرافقها.

و هل تری عبور الطائرات مثلا فی جو سماء البلدان اذا علت و لم تزاحم ساکنی الدور تصرفا فی ملک الغیر؟ لاأظن أحدا یلتزم بذلک، و لکن عبورها من جو مملکة بلااذن من والیها یعد تصرفا فی سلطة الغیر و تعدیا فی ملکه. و کذلک الکلام بالنسبة الی المیاه الکثیرة و المعادن العظیمة الواقعة تحت ملک الغیر؛ فلو فرض مثلا استخراج المعدن المتکون تحت دار الغیر أو بستانه فی عمق ألف متر مثلا باذن الامام بلاتصرف فی داره و بستانه بأن جعل مدخل المعدن فی خارج الدار أو البستان، أو حفر بئرا، أو قناة فی الخارج بحیث یستفید من الماء المتکون تحت ملک الغیر فهل یعد هذا تصرفا فی ملک الغیر؟

نعم، المعادن الصغار السطحیة و کذا العیون الصغار السطحیة ربما تعد عرفا من توابع الملک نظیر الاشجار و الاعشاب النابتة فیه. و قد مر منا سابقا أن الاساس و الملاک للمالکیة الشخصیة هو الصنع و العمل، و حیث ان الصادر من محیی الارض و معمرها هو حیثیة الاحیاء و العمران فهو لایملک الا لهذه الحیثیة و توابعها العرفیة، فلاوجه لان یملک المعادن الواقعة فی تخوم الارض بلاصنع منه بل و لاشعور بوجودها، اللهم الا أن یستخرجها و یحییها باذن الامام و لوعموما، فان احیاء المعدن هو کشفه و استخراجه، فما لم یستخرج یبقی علی حالته الاولی من کونه من الاموال العامة، و ان شئت قلت: لله - تعالی - یورثه من یشاء من عباده، و ان شئت قلت: للامام بما هو امام أی لمنصب الامامة، فکل هذه التعبیرات ترجع الی منع واحد.

و بالجملة لیس احیاء الارض احیاء للمعدن المتکون تحتها بل هو باق علی

ناوبری کتاب