صفحه ۳۱۹

و اياك و المن علي رعيتك باحسانك ، أو التزيد فيما كان من فعلك التزيد: اظهار الزيادة في الاعمال عن الواقع منها. أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك ، فان المن يبطل الاحسان، و التزيد يذهب بنور الحق، و الخلف يوجب المقت عند الله و الناس قال الله تعالي: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ).

و اياك و العجلة بالامور قبل أوانها، أو التسقط فيها عند امكانهاالتسقط فيها: التهاون فيها. أو اللجاجة فيها اذا تنكرت أو الوهن عنها اذا آستوضحت. فضع كل أمر موضعه، و أوقع كل أمر موقعه.

و اياك و الاستئثار بما الناس فيه أسوة ،أي تخص نفسك بشئ من الحقوق العامة التي تجب فيها المساواة . و التغابي عما تعني به.التغابي عما تعني به: التغافل عما يجب ان يهثم به. مما قد وضح للعيون؛ فانه مأخوذ منك لغيرك ؛ و عما قليل تنكشف عنك أغطية الامور، و ينتصف منك للمظلوم؛ املك حمية أنفك أي املك نفسك عند الغضب.، و سورة حدك ، و سطوة يدك ، و غرب لسانك ؛ واحترس من كل ذلك بكف البادرة ، و تأخير السطوة ، حتي يسكن غضبك فتملك الاختيار، ولن تحكم ذلك من نفسك حتي تكثر همومك بذكر المعاد الي ربك .

و الواجب عليك أن تتذكر ما مضي لمن تقدمك من حكومة عادلة ، أو سنة فاضلة ، أو أثر عن نبينا صلي الله عليه و آله و سلم، أو فريضة في كتاب الله، فتقتدي بما شاهدت مما عملنا [به ] فيها، و تجتهد لنفسك في اتباع ماعهدت اليك في عهدي هذا، و آستوثقت به من الحجة لنفسي عليك ؛ لكيلا تكون لك علة عند تسرع نفسك الي هواها. و أنا أسأل الله بسعة رحمته، و عظيم قدرته علي اعطاء كل رغبة أن يوفقني و اياك لما فيه رضاه من الاقامة علي العذر الواضح اليه و الي خلقه، مع حسن الثناء في العباد، و جميل الاثر في البلاد، و تمام النعمة ، و تضعيف الكرامة أي جعلها أضعافا.، و أن يختم لي و لك بالسعادة و الشهادة ، انا اليه راجعون. و السلا م علي رسول الله - صلي الله عليه و آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا، والسلام.

ناوبری کتاب