صفحه ۳۱۳

و لا تمحکه الخصوم أمحکه: أغضبه و جعله لجوجا. و لایتمادی فی الزلة ، و لایحصر من الفئ الی الحق اذا عرفة أی لایضیق صدره من الرجوع الی الحق.، و لاتشرف نفسه علی طمع و لایکتفی بأدنی فهم دون أقصاه؛ و أوقفهم فی الشبهات و آخذهم بالحجج، و أقلهم تبرماالتبرم: الملل و الضجر. بمراجعة الخصم، و أصبرهم علی تکشف الامور، و أصرمهم عند اتضاح الحکم؛ ممن لا یزدهیه اطراءأصرمهم: أقطعهم للخصومة . لایزدهیه اطراء: لایستخفه زیادة الثناء.، و لایستمیله اغرأ، و اؤلئک قلیل، ثم أکثر تعاهد قضائه و افسح له فی البذل مایزیل علته، و تقل معه حاجته الی الناس، و أعطه من المنزلة لدیک ما لایطمع فیه غیره من خاصتک لیأمن بذلک اغتیال الرجال له عندک ، فانظر فی ذلک نظرا بلیغا؛ فان هذا الدین قد کان أسیرا فی أیدی الاشرار: یعمل فیه بالهوی، و تطلب به الدنیا.

ثم انظر فی أمور عمالک فاستعملهم اختبارا، و لا تولهم محاباة و أثرة ؛ فانهم جماع من شعب الجور و الخیانة ؛ و توخ منهم أهل التجربة و الحیاء من أهل البیوتات الصالحة و القدم فی الاسلام المتقدمة فانهم أکرم أخلا قا، و أصح أعراضا؛ و أقل فی المطامع اشرافا، و أبلغ فی عواقب الامور نظرا. ثم أسبغ علیهم الارزاق فان ذلک قوة فان ذلک قوة لهم علی آستصلاح أنفسهم، و غنی لهم عن تناول ماتحت أیدیهم، و حجة علیهم ان خالفوا أمرک أو ثلموا أمانتک ثم تفقد أعمالهم و ابعث العیون من أهل الصدق و الوفاء علیهم، فان تعاهدک فی السر لامورهم حدوة لهم علی استعمال الامانة و الرفق بالرعیة و تحفظ من الاعوان فان أحد منهم بسط یده الی خیانة اجتمعت بها علیه عندک أخبار عیونک اکتفیت بذلک شاهدا فبسطت علیه العقوبة فی بدنه، و أخذته بما أصاب من عمله، ثم نصبته بمقام المذلة ، و وسمته بالخیانة ، و قلدته عار التهمة .

و تفقد أمر الخراج بما یصلح أهله؛ فان فی صلاحه و صلاحهم صلا حا لمن سواهم؛ و لاصلا ح لمن سواهم الا بهم؛ لا ن الناس کلهم عیال علی الخراج و أهله. و لیکن

ناوبری کتاب