الجهة الثالثة : فی بیان الانفال بالتفصیل:
أقول: قد مر منا سابقا احتمال أن یکون ما فی الاخبار و کلمات الاصحاب من بیان المصادیق للانفال من باب المثال، و لذا ذکرت المعادن و البحار فی بعض الکلمات دون بعض، فیکون المقصود من الانفال فی فقه الشیعة جمیع الاموال العامة التی خلقها الله - تعالی - للانام و لا تنحصر فی أمور خاصة بل تختلف هی بحسب الاعسار. فالارض فی الاعصار السالفة کانت أهم الاموال العامة و أقومها، و فی أعصارنا صار البحر و الجو أیضا من أهمها.
فهذا السنخ من الاموال التی لم تحصل بصنع البشر و لا تعلق لها بأشخاص خاصة تکون کلها من الانفال و تکون للامام بما هو امام و ممثل للمجتمع، بمعنی کونها تحت اختیاره حفظا للنظم و العدالة و حذرا من الهرج و المرج و تضییع الحقوق فتصرف و توزع حسب ما یراه الامام صلاحا، و الی هذا یرجع مادل علی کون الارض أو الدنیا کلها للامام، فراجع.الکافی 407/1، کتاب الحجة، باب أن الارض کلها للامام (ع).
و لا یراد بهذه الملکیة الملکیة الحقیقیة الثابتة لله - تعالی - تکوینا بل الملکیة الاعتباریة العرفیة و الشرعیة، لما مر من امکان اعتبارها للمقام و المنصب أیضا و لا تنافی هذه الملکیة مالکیة الاشخاص لاثارهم التی یحدثونها فی الارض و المواد الصناعیة لاختلاف الموضوع فیهما: فالارض مثلا ملک للامام بما هو امام، و آثار الاحیاء ملک للمحیی لها. هذا.
و لکن یظهر من الشرائع حصر الانفال فی أمور خمسة، حیث قال: