صفحه ۲۹۹

فیه الی الاصلح و الانفع و الاحوج، و ایجاد الارضیة الصالحة و الامکانیات بقدر الحاجة .

و قد عقد ابن خلدون فی الفصل الحادی و الاربعین من الفصل الثالث من کتابه الاول فصلا بدیعا بعنوان أن التجارة من السلطان مضرة بالرعایا مفسدة للجبایة .

و قد ذکرنا نحن محصل کلامه بتناسب ما فی أوائل المجلد الثانی من هذا الکتاب نعیده هنا تتمیما للفائدة :

"ان استحداث التجارة و الفلاحة للسلطان غلط عظیم و ادخال الضرر علی الرعایا من وجوه متعددة : فأولا مضایقة الفلاحین و التجار فی شراء الحیوان و البضائع و تیسیر أسباب ذلک، فان الرعایا متکافئون فی الیسار متقاربون، و اذا رافقهم السلطان فی ذلک و ماله أعظم کثیرا منهم فلایکاد أحد منهم یحصل علی غرضه فی شئ من حاجاته و یدخل علی النفوس من ذلک غم ونکد.

ثم ان السلطان قد ینتزع الکثیر من ذلک اذا تعرض له غضا أو بأیسر ثمن أو لایجد من ینافشه فی شرائه فیبخس ثمنه علی بائعه.

ثم اذا حصل فوائد الفلاحة و حصلت بضائع التجارة فلاینتظرون به حوالة الاسواق و انفاق البیاعات لما یدعوهم الیه تکالیف الدولة فیکلفون أهل تلک الاصناف من تاجر أو فلاح بشراء تلک البضائع و لایرضون فی أثمانها الا القیم و أزید فیستوعبون فی ذلک ناض أموالهم و تبقی تلک البضائع بأیدیهم عروضا جامدة و ربما تدعوهم الضرورة الی شئ من المال فیبیعون تلک السلع علی کساد من الاسواق بأبخس ثمن.

و ربما یتکرر ذلک علی التاجر و الفلاح منهم بما یذهب رأس ماله فیقعد عن سوقه و یتکرر و یدخل به علی الرعایا من العنت و المضایقة و فساد الارباح مایقبض آمالهم عن السعی و یؤدی الی فساد الجبایة .

فاذا انقبض الفلا حون عن الفلاحة و قعد التجار عن التجارة ذهبت الجبایة جملة أو دخلها النقص المتفاحش. و اذا قایس السلطان بین مایحصل له من الجبایة و

ناوبری کتاب