و لایملکون الارضین الا تبعا لها بحیث تزول بزوالها، و اذا ترکها أو أخربها المحیی قبلها الامام غیره لئلا تتعطل الارضون التی هی منبع الارزاق للانسان و جمیع الحیوانات. و قد أشیر الی ذلک فی مرسلة یونس، عن العبد الصالح (ع)، قال: ان الارض لله - تعالی - جعلها وقفا علی عباده، فمن عطل أرضا ثلاث سنین متوالیة لغیر ماعلة أخذت من یده و دفعت الی غیره..."الوسائل 345/17، الباب 17 من أبواب کتاب احیاء الموات، الحدیث 1.
و یمکن القول بماذکرناه فی الاراضی المفتوحة عنوة أیضا، بتقریب أن ماینتقل الی المسلمین بالاغتنام لیس الا ماملکه الکفار باحیائهم، و لیس هذا الا آثار عملهم و نشاطاتهم، و رقبة الارض باقیة بحالها الاول من کونها من الاموال العامة الواقعة تحت اختیار سائس المجتمع، و ان شئت قلت: انهم ملکوا الارض تبعا للاثار، و بالغلبة و الاغتنام لایملک المسلمون أزید من ذلک، فاذا خربت الارض رجعت الی ماکانت علیه قبل الاحیاء و العمران. و یمکن أن یتفرع علی ماذکرنا انه لوخرب المسجد المبنی فی الارض المحیاة أو المفتوحة عنوة و لوبظلم ظالم بحیث زالت آثاره و حیطانه و صارت الارض مواتا بالکلیة جاز القول بخروجه عن المسجدیة و ارتفاع أحکامه من حرمة التنجیس و مکث الجنب و وجوب التطهیر و نحو ذلک، اذ لاوقف الا فی ملک . فالمحیی لایقف و لایجعل مسجدا الا ماکان له من حیثیة الاحیاء و آثاره، و لم یملک رقبة الارض الا تبعا للاثار فمسجدیتها أیضا کانت بالتبع، فاذا زالت الاثار انعدم موضوع المسجدیة، و العرف أیضا لایراه بعد الخراب مسجدا، و الاحکام ثبتت للمجسد بالفعل، و بقاء حق الاولویة بالنسبة الی الارض لوسلم لایستلزم بقاء عنوان المسجدیة، فتأمل.
و لووقف دارا أو حماما أو خانا أو بستانا ثم خربت و زالت عناوینها زالت
.jpg)
