صفحه ۱۰۹

فلو قیل کما قد یقال: بأنه فی عصر غیبة الامام المنتظر لایجب علی المسلمین تأسیس دولة اسلامیة مجریة لحدود الاسلام و أحکامه، بل هو عصر الهرج و المرج و ان طال الزمان، و الاسلام أهمل أمر الناس فیه أو فوض أمورهم الی الجبابرة و الطغاة حتی یظهر الامام المنتظر - عجل الله تعالی فرجه الشریف - ! فلامحالة کان علی أئمتنا - علیهم السلام - أن یحللوا الانفال و الاموال العامة للانام و لاأقل للمسلمین و بالاخص لشیعتهم المتعبدین، فنحن نقطع بتحلیلها حینئذ اجمالا و ان فرض عدم وجود أخبار تدل علیه، اذ لایمکن بقاؤهم و ادامة حیاتهم بدونها، نعم لایصح تحلیلهم المطلق لسهام الاصناف الثلاثة من السادة بعد ماحرموا من الزکاة و عوضهم الله عنها بالخمس.

و أما اذا قلنا کما هو الحق بأن الاسلام الذی هو عندنا دین کامل کافل لسعادة الدارین لایهمل أمور الناس فی السیاسة و الاقتصاد و لایرضی بالهرج و المرج و لوساعة، و الحکومة و الدولة لابد منها فی ادامة الحیاة و اجراء أحکام الاسلام و حدوده فی المجالات المختلفة، کما صرح بذلک أمیرالمؤمنین (ع) فی کلام له فی الخوارج:

"هؤلاء یقولون لاامرة الا لله، و انه لابد للناس من أمیر بر أو فاجر یعمل فی امرته المؤمن و یستمتع فیها الکافر و یبلغ الله فیها الاجل و یجمع به الفئ و یقاتل به العدو و تأمن به السبل و یؤخذ به للضعیف من القوی حتی یستریح بر و یستراح من فاجر."نهج البلاغة، فیض 125/؛ عبده ‏87/1؛ لح 82/، الخطبة 40.

و روی عنه (ع) أیضا أنه قال: "أسد حطوم خیر من سلطان ظلوم، و سلطان ظلوم خیر من فتن تدوم."بحارالانوار ‏359/72 (= ط. ایران ‏359/75)، کتاب العشرة، الباب 81 (باب أحوال الملوک و الامراء)، الحدیث 74.

و فی صحیحة زرارة، عن أبی جعفر(ع)، قال: "بنی الاسلام علی خمسة أشیاء: علی الصلاة و الزکاة و الحج و الصوم و الولایة ." قال زرارة : فقلت: و أی شئ من ذلک أفضل ؟ فقال: "الولایة أفضل، لانها مفتاحهن و الوالی هو الدلیل علیهن."الوسائل ‏7/1، الباب 1 من أبواب مقدمات العبادات، الحدیث 2.

ناوبری کتاب