و کذلک القیر و المومیا و الملح و الزجاج و غیره.
و قال الشافعی: لا یجب فی المعادن شئ الا الذهب و الفضة، فان فیهما الزکاة، و ما عداهما لیس فیه شئ، انطبع أو لم ینطبع.
و قال أبو حنیفة : کل ما ینطبع مثل الحدید و الرصاص و الذهب و الفضة ففیه الخمس، و ما لا ینطبع فلیس فیه شئ . . .
دلیلنا اجماع الفرقة و أخبارهم، و أیضا قوله - تعالی - : "و اعلموا أنما غنمتم من شئ . . . و روی عن النبی (ص) أنه قال: "فی الرکاز الخمس" و المعدن رکاز."الخلاف 319/1.
و فی خراج أبی یوسف القاضی:
"قال أبو یوسف: فی کل ما أصیب من المعادن من قلیل أو کثیر الخمس، و لو أن رجلا أصاب فی معدن أقل من وزن مأتی درهم فضة أو أقل من وزن عشرین مثقالا ذهبا فان فیه الخمس، لیس هذا علی موضع الزکاة، انما هو علی موضع الغنائم، و لیس فی تراب ذلک شئ، انما الخمس فی الذهب الخالص و فی الفضة الخالصة و الحدید و النحاس و الرصاص. . . و ما استخرج من المعادن سوی ذلک من الحجارة مثل الیاقوت و الفیروزج و الکحل و الزیبق و الکبریت و المغرة فلا خمس فی شئ من ذلک، انما ذلک کله بمنزلة الطین و التراب. . . قال: و أما الرکاز فهو الذهب و الفضة الذی خلقه الله - عز و جل - فی الارض یوم خلقت، فیه أیضا الخمس. . . قال أبو یوسف: و حدثنی عبدالله بن سعید بن أبی سعید المقبری عن جده، قال: کان أهل الجاهلیة اذا عطب الرجل فی قلیب جعلوا القلیب عقله، و اذا قتلته دابة جعلوها عقله، و اذا قتله معدن جعلوه عقله، فسأل سائل رسول الله (ص) عن ذلک . فقال (ص): العجماء جبار، و المعدن جبار، و البئر جبار، و فی الرکاز الخمس." فقیل له: و ما الرکاز؟ یا رسول الله ! فقال: الذهب و الفضة الذی خلقه الله فی الارض یوم خلقت."الخراج 21/ و 22.