صفحه ۴۶۴

"و معنی کلام أحمد: أنه بین الغنی و الفقیر، یعنی الغنی الذی فیه مصلحة المسلمین من المجاهدین و القضاة و الفقهاء . . . و سیاق کلامه یدل علی أنه لیس مختصا بالجند و انما هو مصروف فی مصالح المسلمین لکن یبدأ بجند المسلمین لانهم أهم المصالح لکونهم یحفظون المسلمین فیعطون کفایاتهم، فما فضل قدم الاهم فالاهم من عمارة الثغور و کفایتها فالاسلحة و الکراع و ما یحتاج الیه، ثم الاهم فالاهم من عمارة المساجد و القناطر و اصلاح الطرق و کراء الانهار و سد بثوقها، و أرزاق القضاة و الائمة و المؤذنین و الفقهاء و نحو ذلک مما للمسلمین فیه نفع."المغنی ‏307/7 - 308.

أقول: و قد تحصل مما ذکرناه من الکلمات أن فی مصرف الجزیة قولین: أحدهما أنها بحکم الغنیمة فتختص بالمقاتلین. و الثانی أنها من أنواع الفئ، و مصرف الفئ مصالح المسلمین بشعبها المختلفة و منها مصارف المقاتلین. و لعل عمدة نظر الفریق الاول الی أن الجزیة کأنها نتیجة الحرب و فداء عن النفوس التی وقعت فی معرض القتل أو الاسر، و الاساری یعدون من جملة الغنائم کما مر. هذا.

و الاصل فی المسألة عندنا: 1- صحیحة محمد بن مسلم، عن أبی جعفر(ع)، قال: سألته عن سیرة الامام فی الارض التی فتحت بعد رسول الله (ص) فقال: "ان أمیرالمؤمنین (ع) قد سار فی أهل العراق بسیرة، فهی امام لسائر الارضین."

و قال: "ان أرض الجزیة لا ترفع عنهم الجزیة، و انما الجزیة عطاء المهاجرین. و الصدقات لاهلها الذین سمی الله فی کتابه لیس لهم فی الجزیة شئ." ثم قال: "ما أوسع العدل، ان الناس یتسعون (یستغنون - الفقیه) اذا عدل فیهم و تنزل السماء رزقها و تخرج الارض برکتها باذن الله - تعالی - ."

رواها الفقیه الفقیه ‏53/2، باب الخراج و الجزیة، الحدیث 1677.، و التهذیب التهذیب ‏118/4، باب مستحق عطاء الجزیة من المسلمین، الحدیث 1.. و لکن فی الفقیه: "عطاء المجاهدین".

ناوبری کتاب