به الفقهاء بعد الصحابة منهم ابن أبی لیلی و الحسن بن صالح و أبو حنیفة و أبویوسف و الشافعی. و یروی عن عمر بن عبدالعزیز أنه أبی علی نصاری بنی تغلب الا الجزیة، و قال: لا و الله الا الجزیة، و الا فقد آذنتکم بالحرب، و الحجة لهذا عموم الایة فیهم. و روی عن علی (ع) أنه قال: "لئن تفرغت لبنی تغلب لیکونن لی فیهم رأی: لاقتلن مقاتلتهم و لاسبین ذراریهم، فقد نقضوا العهد و برئت منهم الذمة حین نصروا أولادهم." و ذلک أن عمر صالحهم علی أن لا ینصروا أولادهم. و العمل علی الاول لما ذکرنا من الاجماع. و أما الایة فان هذا المأخوذ منهم جزیة باسم الصدقة، فان الجزیة یجوز أخذها من العروض."المغنی 590/10.
أقول: الحدیث الذی رواه العلامة و ابن قدامة عن علی (ع) رواه عنه أبو عبید فی کتاب الاموال، فراجع.الاموال 37/.
و ملخص ما ذکره ابن قدامة أنه یتعین العمل بما صنعه عمر من تضعیف الصدقة علی بعض قبائل العرب، و تکون جزیة لا صدقة، و ظاهر العلامة علی ما مر افتاء الفقهاء بذلک صدقة و زکاة . و نحن نقول بجواز ذلک اذا رآه الامام مصلحة و لکنه لا دلیل علی تعینه. و مجرد عمل عمر فی عصره فی طوائف خاصة لیس حجة شرعیة یؤخذ بها فی جمیع الاعصار.
و کیف کان فهی جزیة کما ذکر لا صدقة، و به قال الشافعی أیضا، فلا تؤخذ من النساء و الصبیان و المجانین و نحوهم ممن تسقط عنهم الجزیة، و مصرفها أیضا مصرف الجزیة .
قال الماوردی فی الاحکام السلطانیة :
"فان صولحوا علی مضاعفة الصدقة علیهم ضوعفت، کما ضاعف عمر بن الخطاب مع تنوخ و بهرأ و بنی تغلب بالشام. و لا تؤخذ من النساء و الصبیان، لانها جزیة تصرف فی أهل الفئ مخالفت الزکاة المأخوذة من النساء و الصبیان، فان جمع بینها
.jpg)
