صفحه ۳۸

و لا تیمموا الخبیث منه تنفقون و لستم بآخذیه الا أن تغمضوا فیه، و اعلموا أن الله غنی حمید."سورة البقرة (2)، الایة 267.

و الموصول عام، و عمومه بعموم صلته، فالایة تشمل جمیع عوائد الانسان کما هو ظاهر.

3 - و قال: "و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله یعلمه و ما للظالمین من أنصار."سورة البقرة (2)، الایة 270.

فقد وردت فی هذه السورة أربع عشرة آیة متتالیة فی الحث علی الانفاق فی سبیل الله و الاخلاص فیه و أنحائه، و من تلا الایات بالتفات و توجه أعجب أمر الانفاق فی سبیل الله و تاقت الیه نفسه قهرا، فتدبر.

و قد تعرض فی أول هذه الایات لمضاعفة ما ینفقه الانسان فی سبیل الله سبعماءة مرة، و ذکر بعد آیات الانفاق بلا فصل آیات الربا الذی یتصوره الناس زیادة المال، و من جملتها قوله: "یمحق الله الربا و یربی الصدقات."سورة البقرة (2)، الایة 276. فهو - تعالی - قابل بین الانفاق الذی یراه الناس غرما و الربا الذی یرونه زیادة، و وعد بمضاعفة الاول أضعافا مضاعفة و محق الثانی الذی یرونه زیادة، و هذا من أحسن التعبیرات و أوقع البواعث فی نفوس أهل المعرفة بالله - تعالی -، فتدبر.

4 - و فی سورة البقرة أیضا: "و یسألونک ماذا ینفقون، قل العفو."سورة البقرة (2)، الایة 219.

قال فی المجمع:

"فیه أقوال: أحدها: أنه ما فضل عن الاهل و العیال أو الفضل عن الغنی، عن ابن عباس و قتادة . و ثانیها: أن العفو الوسط من غیر اسراف و لا اقتار، عن الحسن و عطاء و هو المروی عن أبی عبدالله (ع). و ثالثها: أن العفو ما فضل عن قوت السنة، عن أبی جعفر الباقر(ع). قال و نسخ ذلک بآیة الزکاة، و به قال السدی. و رابعها: أن

ناوبری کتاب