8 - و فی مختصر أبی القاسم الخرقی من فقهاء الحنابلة :
"و الاموال ثلاثة : فئ و غنیمة و صدقة : فالفئ ما أخذ من مال مشرک بحال و لم یوجف علیه بخیل و لا رکاب، و الغنیمة ما أوجف علیها."
و فی المغنی شرح المختصر:
"الفئ هو الراجع الی المسلمین من مال الکفار بغیر قتال. یقال: فاء الفئ: اذا رجع نحو المشرق.
و الغنیمة ما أخذ منهم قهرا بالقتال، و اشتقاقها من الغنم و هو الفائدة، و کل واحد منهما فی الحقیقة فئ و غنیمة، و انما خص کل واحد منهما باسم میز به عن الاخر."المغنی 297/7.
أقول: فالفئ عند هؤلاء المصنفین یطلق علی خصوص ما حصل بغیر قتال و یکون قسیما للغنیمة . و لکن الکلینی "ره" خص الفئ بما أخذ بقتال و جعل ما لم یوجف علیه من الانفال، فیکون الفئ عنده مساویا للغنیمة و قسیما للانفال:
9 - ففی أصول الکافی فی باب الفئ و الانفال قال:
"ان الله - تبارک و تعالی - جعل الدنیا کلها بأسرها لخلیفته، حیث یقول للملائکة : "انی جاعل فی الارض خلیفة ."سورة البقرة (2)، الایة 30. فکانت الدنیا بأسرها لادم و صارت بعده لابرار ولده و خلفائه. فما غلب علیه أعداؤهم ثم رجع الیهم بحرب أو غلبة سمی فیئا، و هو یفئ الیهم بغلبة و حرب و کان حکمه فیه ما قال الله - تعالی - : "و اعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول و لذی القربی و الیتامی و المساکین و ابن السبیل". فهو لله و للرسول و لقرابة الرسول.
فهذا هو الفئ الراجع. و انما یکون الراجع ما کان فی ید غیرهم فأخذ منهم بالسیف.
و أما ما رجع الیهم من غیر أن یوجف علیه بخیل و لا رکاب فهو الانفال، هو لله