صفحه ۲۵۱

و قد أعتق أمیرالمؤمنین (ع) ألف مملوک من کد یده.راجع الوسائل ‏4/16، الباب 1 من أبواب کتاب العتق، الحدیث 6.

فهذا ما شرعه الشریعة الاسلامیة فی الاساری. و هذا أمر یحکم بحسنه العقل و الفطرة . و المعیار فی هذه الامور أحکام الاسلام و موازینه المقررة فی الکتاب و السنة، لا ما کان یصنعه الملوک و الطواغیت المنتحلة به فی الاعصار المختلفة باسم الاسلام.

و لاجل ذلک کله لم یشرع الاسر الا فی حق النساء و الاطفال، حیث لا قتال لها و یغلب علی طباعها الانهضام فی المجتمع قهرا. و لم یجز عندنا أسر الرجال الکبار من الکفار المقاتلین و ابقاؤهم بالمن أو الفداء الا بعد ما غلب المسلمون، و صارت الفئة الکافرة المقاتلة مقهورة مثخنة، بحیث ارتفع خطر تجمعهم و هجمتهم ثانیا.

قال الله - تعالی - فی سورة الانفال: "ما کان لنبی أن یکون له أسری حتی یثخن فی الارض، تریدون عرض الدنیا و الله یرید الاخرة و الله عزیز حکیم."سورة الانفال (8)، الایة 67.

و قال فی سورة محمد(ص): "فاذا لقیتم الذین کفروا فضرب الرقاب حتی اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد و اما فداء حتی تضع الحرب أوزارها. الایة ."سورة محمد(ص) (47)، الایة 4.

فیظهر من الایتین الشریفتین منع ابقاء الاسیر من الکفار المقاتلین حیا بالمن أو الفداء الا بعد اثخانهم، و المراد به اکثار القتل و الجرح فیهم بحیث لا یقدرون ثانیا علی النهوض و التهاجم.

قال فی المفردات:

"یقال: ثخن الشئ فهو ثخین: اذا غلظ فلم یسل و لم یستمر فی ذهابه. و منه استعیر قولهم: أثخنته ضربا و استخفافا."المفردات 75/.

ناوبری کتاب