یجاهدوا فی سبیل الله و یدافعوا عن الحق تحت لواء النبی (ص) أو الامام العادل.
و أول حدود الجهاد علی ما عن أبی جعفر(ع): "الدعاء الی طاعة الله من طاعة العباد، و الی عبادة الله من عبادة العباد، و الی ولایة الله من ولایة العباد. . . و لیس الدعاء من طاعة عبد الی طاعة عبد مثله."الوسائل 7/11، الباب 1 من أبواب جهاد العدو، الحدیث 8.
فشرع الجهاد للدعاء الی طاعة الله، و فرض أن یکون تحت اشراف النبی (ص) أو الامام العادل الصالح، لئلا یتخطی المقاتلون عن موازین الشرع و الاهداف الاساسیة .
نعم، الغنائم و الاساری نتائج طبیعیة قهریة للحروب و الغزوات، و لکنها أیضا جعلت تحت اختیار الامام، فله أن یصرف جمیع الغنائم فی نوائب المسلمین و لا یقسم منها شیئا بین المقاتلین کما مر بالتفصیل، و له أیضا أن یطلق الاساری ان رآه صلاحا کما صنع رسول الله (ص) فی فتح مکة و حنین. فلیس تقسیم الغنائم و الاساری حکما الزامیا.
و لو قسمت الاساری فلا یراد به الا هضم بقیة السیف من الفئة الکافرة المعاندة و ذراریهم و نسائهم فی خلال بیوتات الاسلام لیتعلموا بالتدریج موازین الاسلام و یکتسبوا جنسیة اسلامیة، و لئلا یتمکنوا من التجمع و التشکل ثانیا ضد الاسلام و الحق.
ثم بعد ذلک شرع الاسلام طرقا عدیدة لتحریرهم، و حکم بالاعتاق أو الانعتاق القهری فی موارد کثیرة بعد ما حصل لهم بالطبع الانعطاف و التربیة الاسلامیة و انصبغوا بصبغته.
و قد أمر الله - تعالی - نبیه باستمالتهم و تسلیتهم، فقال: "یا أیها النبی، قل لمن فی أیدیکم من الاسری ان یعلم الله قلوبکم خیرا یؤتکم خیرا مما أخذ منکم و یغفر لکم و الله غفور رحیم."سورة الانفال (8)، الایة 70. و أوصی النبی (ص) و الائمة (ع) بحسن معاشرتهم و السعی فی اعتاقهم.