الجهة السابعة : فی الاساری:
قال الراغب فی المفردات:
"الاسر: الشد بالقید، من قولهم: أسرت القتب. و سمی الاسیر بذلک، ثم قیل لکل مأخوذ و مقید و ان لم یکن مشدودا ذلک، و قیل فی جمعه اساری و اساری و اسری."المفردات 13/.
و قد کانت الاساری فی جمیع البلدان و الاعصار مما یرغب فیها المقاتلون کثیرا و یعدونها من أوفر الغنائم و أنفعها. بل ربما کانت القبائل یشنون الاغارات کثیرا لاخذ الاساری و استعبادهم و یهاجمون علی الضعفاء و یسترقونهم لتوفیر الاموال و الثروات. و قد استمرت هذه الخصلة السیئة الظالمة الی قرب أعصارنا، فکان المتمکنون من الغربیین یهاجمون علی قبائل السود فی افریقیا بخشونة و قسوة و یسترقونهم للبیع فی الاسواق أو الاستخدام فی المزارع و المصانع.
و لکن نظر الشریعة الاسلامیة بالنسبة الی الحروب و الغنائم و الاساری نظر آخر یباین هذه الطریقة المشؤومة بالکلیة، فلیس بناء الجهاد الاسلامی علی أساس أن یسمح للمسلمین الاستبداد بالتغلب علی الاناسی و البلدان بداع الاستغنام و الاستعباد.
نعم، فرض الاسلام علی متابعیه السعی فی بسط التوحید و العدالة و الدفاع عن الحق و الانسانیة . و اذا فرض أن وقفت أمام هذا الهدف الصالح المهم سلطات کافرة أو ظالمة اتخذوا مال الله دولا و عباده خولا أوجب حینئذ علی المسلمین أن